[السادسة: النون في: (معنا) للجمع بين الرسول ÷ وأبي بكر - والرد عليها]
  ظاهر معلوم لا يحتاج إلى تعريف.
  أو يريد به التعظيم، فلا يخلو إما أن يريد به تعظيم النبي ÷ وتعظيم أبي بكر، وهذا لا يصح؛ لأن أبا بكر لا يستحق هذا التعظيم الذي اختص به النبي ÷ ولا الشركة فيه.
  فإذاً المراد به ما قدمنا، من أن الله تعالى ذكر نبيه بلفظ الجمع تعظيماً، كما هو في اللسان العربي، وأبو بكر تابع غير متبوع، فلا وجه للقول بأن له في الأمر شركة، فالأمان من الله لرسوله ÷ أن لا يريه مكروهاً في سفره في نفسه ولا في صاحبه.
  ومتى أريد به التعظيم للنبي ÷ ولم يجر فيه لأبي بكر قصد؛ لم يكن له هنالك فضيلة إن لم تكن رذيلة؛ بل يكون كما قال ابن الزبير لابن عباس: أتذكر يوم كذا، وحكى له لقاءهما بالنبي ÷ فقال: بلى؛ فحملني وتركك، وما أشبه الليلة بالبارحة.
  وأما ذكره لموسى #: {إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ ٦٢}[الشعراء] - فهو مثل قوله تعالى حاكياً عن نبينا محمد ÷ ولكنه ذكره في محمد ÷ بنون العظمة وجمعه، وفي موسى # بالانفراد؛ ومتى كان الله مع موسى سلم أصحابه.
  وأما قوله: «فيقول: إذا كان معك أنت فما يؤمنني أنا».
  فالجواب: ما قدمنا من أن ذكر النبي ÷ بالجمع للتعظيم لا يقتضي أنه يفرد أبا بكر عن النصر، ويهمله عن الحياطة والرعاية، مع صحبته له على سبيل التبع، وليس إذا لم يكن داخلاً في الجمع ما يدل على أنه متروك عن الرعاية لحق الصحبة، إلا أن يرى الفقيه في ذلك رأياً فهو وما رأى(١).
  وأما دخول أبي بكر في تعظيم النبي ÷ في ذلك الخطاب المبني على
(١) قال ¦ في التعليق: لعله قصد أنه يفيد إخراجه مفهوم اللقب، على مذهب أبي ثور، فالثور تبعه، ولكنه يرد عليه أن مفهوم اللقب متروك مع مخالفته لما هو أقوى من منطوق أو مفهوم أو معلوم.