[السابعة: جعل السكينة المذكورة لأبي بكر فقط - والرد عليها]
  جلالة قدره، وشرفه على سائر المخاطبين - فلا سبيل للفقيه إليه؛ إذ لم تجر العادة في خطاب الرؤساء بمثله لمن دون النبي ÷، فكيف له؟
[السابعة: جعل السكينة المذكورة لأبي بكر فقط - والرد عليها]
  المنقبة السابعة: «قوله: {فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ}[التوبة: ٤٠]، فالسكينة المذكورة هاهنا لأبي بكر، بدليل أن الله تعالى أراد تثبيت قلب أبي بكر، وتقرير الوعد من الله تعالى لنبيه بقوله: {لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا}[التوبة: ٤٠] فجعل الله سبحانه هذه السكينة رحمة وتثبيتاً لئلا يحزن، وكفى بذلك شرفاً وتكريماً.
  ولأن السكينة لم تكن تفارق النبي ÷، فدل على أن المراد بها هاهنا أبو بكر.
  على أنا لو سلمنا وجود الحزن من أبي بكر الصديق، فلم يكن حزنه جبناً، ولا ضعفاً، ولا خوفاً على نفسه، بل لما أطلّ المشركون على الغار، وخاف على النبي ÷ أن يناله شيء من أذى الكفار، فقال: يا رسول الله لو أن أحدهم نظر إلى تحت قدميه لأبصرنا؛ فقال له الرسول ÷: {لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا}، فخفي هذا المعنى على من غفل عنه، وعرفه من طلبه، واستوضح سره من فعل الصديق - القم جحر الأفعى عقبه - فلينظر القدري فيما سطر، فإن إفكه على الصديق من إحدى الكبر».
  فالجواب: أن قوله: السكينة نزلت على أبي بكر، تخصيص له بها دون النبي ÷ وذلك إما لأن أبا بكر أفضل فكان بها أحق، أو لوقوع الحزن، أو الشك، أو لأن قلبه أرق؛ فإن قال بالأول كفر، وإن قال بأحد هذه الوجوه لم يكن له به فضيلة إن سلم من الرذيلة(١).
(١) قال ¦ في التعليق: ومما يدل على اختصاص الرسول ÷ هنا بالسكينة قوله تعالى: {وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْهَا} الخ [التوبة: ٤٠]، لأن المعلوم أن المراد بمرجع الضمير في {وَأَيَّدَهُ}: رسول الله ÷ فيكون الضمير في {عَلَيْهِ} يعود إليه ÷ كذلك، والحكم بعوده إلى أبي بكر يكون من التعقيد المخل بفصاحة القرآن كما قالوا في قوله:
=