كتاب الشافي،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[السادس: (حديث المؤاخاة وفيه حديث المنزلة)]

صفحة 532 - الجزء 3

[السادس: (حديث المؤاخاة وفيه حديث المنزلة)]

  ومن ذلك في المؤاخاة: بروايتنا عن الفقيه بهاء الدين هذا يبلغ به أبا الحسين أحمد بن المظفر العطار، قال: أخبرنا أبو محمد بن السقا، قال: وأخبرنا أبو الحسن علي بن عبدالله بن القصاب البيع الواسطي فيما أذن لي في روايته عنه، قال: حدثني أبو بكر محمد بن الحسن بن أحمد بن محمد الياسوي، قال: حدثني حميد الطويل عن أنس، قال: لما كان يوم المباهلة، وآخى النبي ÷ بين المهاجرين والأنصار، وعلي واقف يراه ويعرف مكانه، لم يؤاخ بينه وبين أحد، فانصرف علي باكي العين، فافتقده النبي ÷ قال: «ما فعل أبو الحسن؟» قالوا: انصرف باكي العين يا رسول الله، قال: «يا بلال اذهب فأتني به» فمضى بلال إلى علي # وقد دخل منزله باكي العين، فقالت فاطمة: ما يبكيك لا أبكى الله عينيك؟ قال: يا فاطمة، آخى النبي ÷ بين المهاجرين والأنصار، وأنا واقف يراني ويعرف مكاني، ولم يؤاخ بيني وبين أحد، قالت: لا يحزنك الله، لعله إنما أدخرك لنفسه.

  فقال بلال: أجب النبي ÷ فأتى عليٌّ النبي ÷ فقال له النبي ÷: «ما يبكيك يا أبا الحسن؟» قال: آخيت بين المهاجرين والأنصار يا رسول الله، وأنا واقف تراني وتعرف مكاني لم تؤاخ بيني وبين أحد.

  قال: «إنما ذخرتك لنفسي، ألا يسرك أن تكون أخا نبيك؟» قال: بلى يا رسول الله أنى لي بذلك؛ فأخذ بيده فأرقاه المنبر فقال: «اللهم إن هذا مني وأنا منه، ألا إنه مني بمنزلة هارون من موسى، ألا من كنت مولاه فهذا علي مولاه».

  قال: فانصرف علي قرير العين؛ فأتبعه عمر بن الخطاب فقال: بخٍ بخٍ يا أبا