كتاب الشافي،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[بيان الوجه في إيراد هذه الأخبار المسندة في فضائل علي (ع)]

صفحة 534 - الجزء 3

  وبين إبراهيم في ظل العرش، ثم تكسى حلة خضراء من الجنة، ثم ينادي مناد من تحت العرش نعم الأب أبوك إبراهيم، ونعم الأخ أخوك علي؛ أبشر يا علي إنك تكسى إذا كسيت، وتدعى إذا دعيت، وتحيا إذا حييت»⁣(⁣١).

[بيان الوجه في إيراد هذه الأخبار المسندة في فضائل علي (ع)]

  فهذه سبعة أخبار نقلناها مسندة، وطريقنا فيها في الابتداء واحدة، وهي من سبعة فنون من فضائل أمير المؤمنين #، ولو اشتغلنا بوجه دلالتها، وما في كل واحدة منها من الفوائد؛ لطال بها الكتاب.

  لكن دعانا إلى إيرادها مجملة؛ تبجح الفقيه بما زعم أنها مناقب في قصة الغار، وتكلف منها ما يقف عليه النظار، وذكر أنه يريد بذلك ليقر الله بها عين السني، ويسخن بها عين الباغض القدري؛ فرأينا الاقتصار على إيراد هذه الأخبار مفردة عن تفصيل جملتها؛ فإن في ظاهرها ما أقله يكفي ويغني، ويقطع شغب كل متشغب، ولا يبقى بعدها إلا أقوال من سمعها من البغضة المعاندين؛ إن هذه نفثات الرافضين، فنقول له حينئذ كما قال محمد بن إدريس الشافعي |:

  يا رَاكِباً قِفْ بِالْمُحَصَّبِ مِنْ مِنَى ... واهْتِفْ بِوَاقِفِ خِيْفِهَا والنَّاهِضِ

  سَحَراً إذا فَاضَ الحَجِيْجُ إلى مِنَى ... زُمَراً كَمُلْتَطِمِ الفُرَاتِ الفَائِضِ

  قَفْ ثُمَّ نادِ بأنَّنِي لِمُحَمَّدٍ ... وَوَصِّيِّهِ وَابْنَيْهِ لَسْتُ بِبَاغِضِ

  إِنْ كانَ رَفْضاً حُبُّ آلِ مُحَمَّدٍ ... فَلْيَشْهَد الثَّقَلانِ أنِّي رَافِضِي⁣(⁣٢)


(١) قال ¦ في التعليق: ورواه محمد بن سليمان الكوفي بسنده إلى مجدوع ابن زيد الهلالي، ورواه الخوارزمي وابن المغازلي عن عطية بن زيد الباهلي، ورواه الأكوع بسنده إلى عطية في الأربعين، وقد تقدم ذكره في أخبار أخوة علي # لرسول الله ÷، ورواه الفقيه حميد الشهيد بطريقه إلى ابن المغازلي بسنده إلى زيد الباهلي فلعل في هذه الرواية سقط (عطية)، ورواه أحمد بن حنبل في مسنده وفي كتاب فضائل علي # من دون ذكر (طوله وعرضه) [أي اللواء].

(٢) [روى أبيات الشافعي:

=