كتاب الشافي،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[هل يدل تمكن أبي بكر من الخطبة بعد وفاة النبي ÷ على شدة بأسه؟]

صفحة 535 - الجزء 3

  وكما قال الصاحب الكافي |:

  حُبُّ عَلِيّ بن أبي طالبِ ... هو الذي يَهْدِي إلى الْجَنَّهْ

  والنَّارُ يَصْلاهَا ذَوُو بُغْضِهِ ... وما لَهُم مِنْ دُوْنِهَا جُنَّهْ

  والْحَمْدُ للهِ على أنَّنِي ... مِمَّنْ أُوَالِي فَلَهُ الْمِنَّهْ

  إنْ كانَ تَفْضِيْلِي لَهُ بِدْعَةً ... فَلَعْنَةُ اللهِ على السُّنَّهْ

  أراد الذين يزعمون أنهم على سنة معاوية في سب علي # وذريته الطاهرين، يزعمون أنهم على السنة، وهم يبغضون علياً وأهل بيته الطاهرين - سلام الله عليهم أجمعين -، وإن تستروا بإظهار حبهم من عوامهم، وإلا فليس في الحقيقة محبة علي وأهل البيت تجتمع مع محبة معاوية⁣(⁣١).

[هل يدل تمكن أبي بكر من الخطبة بعد وفاة النبي ÷ على شدة بأسه؟]

  ثم قال: «قال القدري: وما اعتل به من التمكن من الخطبة بعد وفاة النبي ÷ وأن ذلك يدل على شدة بأس أبي بكر - ففيه نظر؛ لأنه يمكن أن يصرف إلى اعتقاده ميل الناس إليه، وقبول كثير منهم عنه، وغفلة بني هاشم عن ذلك المقام بتجهيز رسول الله ÷، إذ كان أهم من ذلك وأولى، وكان لا يمتنع لو حضر علي # أن يختطب أيضاً إن اقتضت الحال ذلك، فما في هذا مما يدل على ما قال.


= يا راكباً قف بالمحصب من منى ... ... إلخ):

السمهودي في جواهر العقدين (ص ٢٥٤) عن البيهقي قال في هامشه: ينابيع المودة (ص ٣٥٦)]. قال ¦ في التعليق: وهذه الأبيات رواها ابن السبكي في طبقاته بسنده المتصل إلى الربيع بن سليمان المرادي صاحب الشافعي قال: (خرجنا مع الشافعي من مكة نريد منى فلم ننزل وادياً ولم نصعد شعباً إلا وهو يقول: يا راكباً قف بالمحصب من منى .... الخ ما هنا إلا البيت الثالث فلم يذكره كما في نثر الدر المكنون.

(١) قال ¦ في التعليق: ولذا قال علي # لمن قال له: أحبك وأحب معاوية: (أنت إذاً أعور، إما أحببت معاوية وكنت أعمى، وإما أحببتني وكنت بصيراً) وقد مرَّ في حاشية الجزء الأول.