[دعوى الفقيه: الإساءة إلى الأمة والإزراء بعلي (ع) – والرد عليها]
  واجتماع قريش كلها للأمر إلا من استثني؛ لمكان الأحقاد، ووغر قلوبهم على علي #، حيث أثكلهم للأحباب، فتابعهم أكثر الناس أرسالاً، وإن كانت أسباب المتابعة مختلفة على ما هو مأثور في تاريخ أخبارهم، حتى استحكم الأمر، واستمرت مدته.
[دعوى الفقيه: الإساءة إلى الأمة والإزراء بعلي (ع) – والرد عليها]
  وأما قوله [أي فقيه الخارقة]: «لقد أسأت الظن بجميع الأمة، التي شهد النبي ÷ لها بالعصمة، وأنها لا تجتمع على ضلالة».
  فالجواب: أنا لم نذكر الأمة إلا بخير، وإنما بايع أبا بكر بعض الناس، وانضاف إليهم من قوي أمره بهم، وبقي من الأمة خلاصتها وزبدتها، من أهل بيت النبي ÷ وسائر بني هاشم، والكبار من الصحابة، من أبي ذر، وسلمان، وعمار، ومقداد، وطلحة، والزبير، ومن تابعهم(١) وهم القليل، وغيرهم، فكيف يفتري بقوله: لقد أسأت الظن بجميع الأمة.
  وعلى أن الفقيه لا يعتبر في صحة العقد لأبي بكر باجتماع الصحابة بل قد عقد له عمر بحضرة من ذكر، ولسائر الأدلة على ما قدمنا قوله في ذلك.
  وأما قوله: «لقد أزريت بعلي # غاية الإزراء ... إلخ».
(١) قال ¦ في التعليق: قال ابن أبي الحديد: قريش كلهم منحرفون عن علي #.
وكذا قال أبو جعفر الإسكافي بل قال النبي ÷ لعلي #: «أخاف عليك غدر قريش بعدي»، رواه محمد بن سليمان الكوفي عن زيد بن أرقم من طريقين، بل قال ÷: «إن الأمة ستغدر بك من بعدي».
وسعد بن عبادة بالإجماع أنه لم يبايع ابا بكر إلى أن قتل.
وروى الكنجي: عن الزهري أنه سأله رجل كم بقيت فاطمة & بعد موت أبيها ÷؟ قال ستة أشهر. فقال رجل أبايع علي قبل موتها، قال لا ولا أحد من بني هاشم) وقال هذا حديث صحيح متفق على صحته، رواه البخاري ومسلم في كتابيهما، وياتي ذكره في حاشية الجزء الرابع [كفاية الكنجي (ص ٣٣١) قال في هامشه (صحيح البخاري (٢/ ١١٦) باب فرض الخمس، وصحيح مسلم (٢/ ٥٣) كتاب الجهاد]. ومثل قول الكنجي ذكر ابن أبي الحديد.