[دعوى الفقيه: أخذ أبي بكر للخلافة يلزم منه شجاعته - والرد عليها]
  بكر قلوب الناس حتى وافقوه بزعمك على الباطل؟
  لقد أسأت الظن بجميع الأمة التي شهد النبي ÷ لها بالعصمة، وأنها لا تجتمع على ضلالة، ولأن كان حقاً ما تقول بزعمك: إنه ما بايعه إلا هؤلاء النفر، وأخذ الناس بالشدة والعنف، فلقد أزريت بعلي # غاية الإزراء، ووسمته بما لا يوسم به إلا أذل الأذلاء».
  فالجواب: أن الفقيه هو الذي حكى أنه بايعه عمر بحضرة بشير بن سعد وأبي عبيدة، فإن كان هناك منقود فهو به أليق؛ لأنه مختلقه.
  وأما مساعدة الناس بعد ذلك؛ فالجواب: أنه إن سألنا عن ذلك، مُنْكِراً أن يكون تولى العقد مَن ذكره من الثلاثة المتقدم ذكرهم، فذلك تكذيب لقول نفسه، فليختر أصلح الأمرين مما حكاه، ويتخذه مذهباً، ثم يناظر عليه.
  وإن كان سؤالاً عن اتباع سائر الناس لهم، فالأمور التي ينقاد لها الجمهور كثيرة، منها حسن، ومنها قبيح، وليس في بحثه عن ذلك كثير فائدة؛ لأن المبطل قد يحتال في صرف الأمر عن أهله، كما فعل معاوية اللعين، ودخوله في عسكر الحسن بن علي # بالمكر، حتى جرى(١) من الأمر ما جرى.
  أفكان ذلك يدل على أن معاوية محق وحسناً مبطل؟ حيث تمكن من الأمر بحيله ومكره وكذبه وغدره، وإن كنا لا نقول بجميع ذلك في الصدر الأول، بل كان العقد لأبي بكر من غير تثبت في النظر في الأمر، ومعاودة أهل الحقائق من أهل البيت $ وسائر بني هاشم، ومن يعرف المأثور عن النبي ÷ في ذلك من النصوص، التي غفل عنها في تلك الحال من غفل، وجهل وجه دلالتها على إمامة علي من جهل.
  مع ما انضاف إلى ذلك من تشديد عمر، وأمثاله على من امتنع من البيعة،
(١) حدث (نخ).