كتاب الشافي،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[اعتراض الفقيه على حديث: «أنا مدينة العلم وعلي بابها» - والجواب عليه]

صفحة 573 - الجزء 3

  وهو قوله: «فمن أراد المدينة فليأت الباب»، لأن فيه تنبيهاً على أن علم النبي ÷ إنما يطلب من جهة علي # دون التسور من وراء الحجاب، وهذا هو المراد بالباب.

  وأما قوله [أي فقيه الخارقة]: «إن الخليل أولى من صاحب الباب»، فهو⁣(⁣١) منه غلط من وجهين؛ أحدهما: أن النبي ÷ جعله مثلاً للعلم كما ذكرنا. والثاني: أنه لم يقل إن علياً # بواب كما أن النبي ÷ لم يقل إنه صاحب المدينة.

  فأما في اختصاص أبي بكر بالخلة وهي الصحبة فقد أخبر النبي ÷ في مقامات كثيرة بأخوة علي #، وهي أعلى حالاً من الخلة⁣(⁣٢)، ولكن أراد ÷ الجمع بين الفضلين⁣(⁣٣) لعلي #، ولكنه نفث بما يضمره ويكنه.

  وقد روينا عن عباد بن يعقوب الأسدي قال: كان أمير المؤمنين قاعداً في الرحبة فأطال الحديث وأكثر، ثم نهض فتعلق به رجل من همدان فقال: يا أمير المؤمنين حدثني حديثاً فقال: (قد حدثتكم حديثاً كثيراً) قال: أجل إنه كثر فلم أحفظه، وغزر فلم أضبطه؛ فحدثني حديثاً جامعاً ينفعني الله به؛ فقال: (حدثني


= قبل الناس سبع سنين) [سبق تخريجه في الجزء الأول]. أخرجه الحاكم عن عبدالله الأسدي عن علي، وقال: صحيح على شرط الشيخين. تمت (تفريج).

وقوله ÷: «علي عيبة علمي». أخرجه ابن عدي عن ابن عباس [أخرج حديث: (علي عيبة علمي): الكنجي في الكفاية (ص ١٧٢)].

وقوله ÷: «أعلم أمتي من بعدي علي بن أبي طالب» أخرجه الديلمي عن سلمان [سبق تخريجه في الجزء الثاني].

وقوله ÷: «علي أعلم الناس بالله ... إلخ» أخرجه أبو نعيم، عن علي #.

(١) بداية جواب الشيخ محيي الدين ¥.

(٢) قال ¦ في التعليق: وقد مضى ذكر الاخبار في اخوة علي للنبي ÷ وذكر مخرجيها في حاشية الجزء الثاني على أن ابن أبي الحديد قد عد حديث خلة أبي بكر من موضوعات البكرية

(٣) الفضيلتين (نخ).