[مناقشة الفقيه في سكوت علي # وأحقيته للخلافة وحاله في زمن الخلفاء]
  البعد عن التحقيق، وحرمان التوفيق.
  فأقول وبالله التوفيق: أما ما ذكره من إيراد معاوية للاعتراض وقوله [أي محيي الدين]: إمامك ... إلى قوله [أي محيي الدين]: فأجاب إمامنا فأقول(١) أولاً: إني لا أنكر أن لمعاوية فضلاً، ولكن لا أعتقد إمامته في وقت علي #، ولا أنه أحق منه بالأمر بل أقول: إن علياً في وقته هو الإمام، ودعواك لإمامة علي غير مسلمة لك، لمباينتك له في الاعتقاد، بل هو إمامنا لموافقتنا له وتركنا العناد.
  ثم نقول: هذا الحديث الذي اعتمدت عليه غير معتمد عليه عند أهل النقل، إنما نقلته من نهج البلاغة، وما أشبهه من التاريخات، ولسنا نعتقد صحته، ولا نقول به(٢)، ولا نعتقد أن علياً # كان معادياً لأبي بكر وعمر، ولا باغياً
(١) القائل فقيه الخارقة.
(٢) قال ¦ في التعليق: إذا قيل لمثل الفقيه ممن يقدح في النهج ما الوجه لك في تصحيح الأخبار من بخاري ومسلم لا شك أنك إنما تعدل إلى ما معك من طريق فتقول مثلاً أخبرني شيخي قراءة عن شيخه مناولة عن فلان إجازة عن المصنف بما في كتابه فإذا قيل لك هذا طريق لعلها تفيد الظن بجملة الكتاب لا كل خبر مما شمله فلا بد من أن تقول الكتاب متلقى بالقبول مشهور جملته والعلم [في الأصل: وبالعلم] بجملته يكفي في آحاده وأن الظاهر صحتها فلم لا يكفي ذلك في نهج البلاغة؟ وليس ثم فرق إلا أن مؤلفه من خلصان الزيدية المشار إليهم بقوله ÷: «إن لله حرساً في السماء وهم الملائكة وفي الأرض حرساً وهم شيعتك يا علي» كما قال جعفر الصادق: (لا أعلم إلا أنها في أصحاب عمي زيد بن علي) وقد مرّ ذكر من رواه.
وإلا أن مؤلف النهج من سلالة بضعة محمد ÷، وهو من جملة سفن النجاة، ومن الثقل المقرون بكتاب الله، الآمن من تمسك به من الضلال، فكيف ساغ القدح فيه أو في كتابه ولا يسوغ في مثل بخاري ومسلم وليسوا بمرتبته ولا يدانونه، إن هذا لحيف شديد وضلال بعيد تمت والحمد لله تعالى.
على أنه قد روى الإمام أبو طالب جملة مما في نهج البلاغة بأسانيد وذكر ابن الأثير أشياءً من خطبه في (مواد الكلم) وكذا في كتب الجاحظ.
قال ابن أبي الحديد في شرح خطبة علي # التي أولها: (ذمتي بما أقول رهينة وأنا به زعيم، إن من صرحت له العبر عما بين يديه من المثلات حجزته التقوى عن تقحم الشبهات الخ)، ما لفظه: وهذه الخطبة من جلائل خطبه # ومن مشهوراتها، قد رواها الناس كلهم وفيها زيادات حذفها الرضي إما إختصاراً أو خوفاً من إيحاش السامعين وقد ذكرها شيخنا أبو عثمان الجاحظ في كتاب (البيان =