[معنى حديث: لا يدخل الجنة إلا من جاء بجواز من علي بن أبي طالب، وطرقه]
  فأقول: أما قوله [أي محيي الدين]: من الزيادة في الأخبار التي تدل على فضل علي # - فلم أقل ذلك.
  وأما قوله [أي محيي الدين]: ففيه أمارة بغضته وتعصبه - فليس هذا الجواب، إنما كان ينبغي له أن يذكر أخبار الإمام التي زعم أني نسبته إلى الزيادة فيها، ويُصححها، ويبين لي بطلان الاعتراض إن كان من أهل هذا الفن، ولكن لما قال إمامه: إن النبي ÷ قال: «لا يدخل الجنة إلا من جاء بجواز من علي بن أبي طالب» # فقلت له: هذا الحديث ضعيف غير مشهور ولا معروف، مع أن مذهب هذا الرجل يخالف هذا الحديث ويناقضه؛ لأن مذهبه أن دخول الجنة بالأعمال، وأن من مات على كبيرة يخلد في النار، ومن مات مجتنباً للكبائر لم يجز لله أن يعذبه، والكبيرة عنده لا يجوز أن يشفع بها أحد، والصغيرة لا يجوز لله أن يعاقب عليها، فما معنى الجواز من علي # مع هذا؟ فلما لزمه هذا الإلزام، وعجز عن الجواب؛ لم يجد بداً من أن قال ما قال».
  والجواب: أما إنكار الفقيه البغضة والتعصب فليت أنه كان صحيحاً فيسلم هو من عقابه، ويسلم الصالحون من أذيته وسبابه، وأما طلبه للأخبار التي أنكرها فها هو الآن في ذلك، ولا يحتاج إلى ما تقدم، من قوله: فيما رواه الإمام من أن النبي ÷ قال: «لا يدخل الجنة إلا من جاء بجواز من علي بن أبي طالب» إن هذا الحديث ضعيف غير مشهور ولا معروف، والفقيه يعتمد على أن ما رواه فهو الصحيح، وما لم يعرفه فهو الضعيف غير مشهور.
  وهذا الخبر الذي ذكره الفقيه أنه ضعيف غير مشهور أخبرنا به الفقيه بهاء الدين علي بن أحمد بن الحسين الأكوع قراءة عليه في شهر رجب سنة ستمائة، قال: أخبرنا علي بن محمد بن حامد، قال: أخبرنا يحيى بن الحسن الأسدي الحلي بمحروسة حلب في غرة جمادى الأولى من سنة ست وتسعين وخمسمائة قراءة، قال: أخبرنا الشيخ الإمام صدر الجامع بواسط أبو بكر عبدالله بن منصور بن