كتاب الشافي،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[طرف من أشعار الصاحب بن عباد في أمير المؤمنين (ع)]

صفحة 640 - الجزء 3

  والجواب: أما الأبيات الثلاثة فنحن نخبره بصورتها كيف هي:

  أَمَّا أبُو بَكْرٍ الزَّاكِي مَنَاسِبُهُ ... فإنَّ مَوْلاَهُ مَوْلَى الْمُؤْمِنِيْنَ عَلِي

  وَقُلْتُ ذَاكَ لأنَّ اللهَ فَضَّلَهُ ... على البَرِيَّةِ مِنْ حَافٍ ومُنْتَعِلِ

  هذي نُصُوصُ كِتَابِ اللهِ شَاهِدَةٌ ... وما رَوَى الفُضَلاَ عَنْ خَاتَمِ الرُّسُلِ

  ما قُلْتُ ما قُلْتُ في الْمَعْصُومِ مِنْ قِبَلِي ... لكنْ رَوَتْهُ رُوَاةُ النَّقْلِ عَنْ كَمَلِ

  أَرْوِي وتَرْوِي خُصُومِي مَا رَوَيْتُ لَهُمْ ... فَقَدْ جَعَلْتُ كلامَ الخَصْمِ يَشْهَدُ لِي

  وتحقيق ذلك: أن الله قدم علياً # بنص كتابه ورسوله، ولم يوجد ذلك لأبي بكر ولا لغيره، ولا استقام لمدعيه وإن بالغ في الاجتهاد، والفقيه مجمع معنا أن لا نص على أبي بكر، ويسلم لنا ما ندعيه نصاً على علي #، وجميع الأمة تجمع معنا على اللفظ، وإنما تخالف في المعنى.

[طرف من أشعار الصاحب بن عباد في أمير المؤمنين (ع)]

  ونحن الآن نذكر بعض ما قال أهل العلم في علي # مما لا يطول به الكتاب، وإنما يكون تنبيهاً.

  فمن ذلك: قول الصاحب الكافي أبي القاسم إسماعيل بن عباد، ونلزم نفوسنا أن كل فضيلة ذكرها لا بد أن تكون مسندة، فلا يصح الاستدلال بالنظم والنثر إلا على أصل صحيح، فأما مجرد الكلام والنظام فممكن لجميع أهل اللسان العربي محقهم ومبطلهم.

  من قصيدة أولها انتهى في التشبيب⁣(⁣١) إلى قوله:

  لاحَ لِعَيْنَيْكَ الطَّلَل⁣(⁣٢) ... فَكَمْ دَمٌ فيهِ بَطَلْ


(١) شَبَّب الشاعر: ذكر أيام اللهو والشباب، وبفلانة: تغزّل بها ووصف حسنها.

(٢) الطلل: ما بقي شاخصاً من آثار الديار ونحوها.