[كلام قوي للإمام (ع) في وصف أهل البيت (ع) وفي الرد على شبه الفقيه]
[كلام قوي للإمام (ع) في وصف أهل البيت (ع) وفي الرد على شبه الفقيه]
  ولو بسطنا هذا مما يتعلق بهذا الباب على ضرب من الاختصار لافتقرنا إلى كتب جمة؛ لأن فحول الشعراء قل من لم يجعل من شعره قسطاً لمدح أهل بيت النبوة، وأبيهم سيد البرية، - سلام الله عليهم - وجاءنا الفقيه بتلك الثلاثة الأبيات، بأن أبا بكر يشفع!
  فلو كان له علم بأمر الدين لاكتفى بشفاعة خاتم النبيين عن جميع المخلوقين، وهذا شبيه بحال غلاة الشيعة في علي # الذين مرقوا بغلوهم عن الدين، باشتغالهم بعلي # ونسيانهم خاتم المرسلين، فخسروا الدنيا والآخرة {ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ ١١}[الحج].
  والناس في الأحوال أشباه، ولا معنى للشعر ولا للنثر ما لم تكن له قاعدة من الأصول الصحيحة، إما من محكم الكتاب أو نص السنة النبوية، ولكن صار صاحبنا الفقيه لا يعي أمر نفسه، جعل مبلغ علمه بغض العترة النبوية، وترتيب السب لهم والأذية، وادعاء خلافهم لآبائهم $، فليت شعري ما حمله على هذه الدعوى التي يمقتها من سمعها.
  شهد لهم أبوهم ÷ بأنهم لا يفارقون حكم الكتاب، وآمنَ الخلق من الضلال عند متابعتهم لهم، وأمرهم باقتباس العلم منهم، ووردت النصوص النبوية في آحادهم وجماعتهم بالفضائل التي لم تكن لغيرهم.
  ثم يأتي الفقيه ببارع علمه، يدعي أنهم خالفوا آباءهم، لأنهم لم يروا رأيه في أبي بكر وعمر، ويشرط محبتهم بما هو كالمستحيل منهم، في أن يقدموا أبا بكر وعمر على علي #.
  ثم سأل إسناد هذا المذهب إلى زيد بن علي # وتبجح بأنه لم يحصل له من أحد، فذكرنا له ما كان غنياً عنه، لظاهر الحال في أهل المذاهب أن كل فرقة انتسبت إلى فقيه، أو شيخ، أو إمام؛ لم ينفها عنه أحد قبل الفقيه، وإنما يتكلم على