[كلام قوي للإمام (ع) في وصف أهل البيت (ع) وفي الرد على شبه الفقيه]
  ذلك الشيخ، أو يقال وافقته في كذا، وخالفته في كذا، ويعين المسألة ليتضح العذر، أو يبين الخلاف، ولكن لولا ذلك لما سمى رسالته الخارقة.
  ثم ادعى أنه زيدي، ونسي الولاء والخروج على أئمة الضلال، وفرض محبة الذرية $، ومنابذة المدعين للخلافة من بني العباس، وأمثالهم من الناس، ولو كان كما قال لحاز فضيلة الاتِّباع، وانخرط في سلك التابعين للذرية والأشياع، وأنقذ نفسه من تبعة النصب وغضب الرب.
  كيف يكافي محمداً ÷ بامتثال حكم وصيته من لا يرعاه في ذريته؟! ألم يعلم الفقيه أنهم المطهرون من الأدناس، المفضلون على جميع الناس، ربتهم الحجور الطاهرة، ونشأوا في البيوت المقدسة الفاخرة، {بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ ٣٦ رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ ٣٧}[النور]، لم ينزلوا من ظهور السكارى إلى بطون الصناجات والعوادات.
  ثم لا يقنع بذلك علماء السوء وفقهاء الضلال، حتى يشهدوا لهم بالزور، وهم منهمكون في الفجور؛ ثم لم يرضوا بخزي ذلك وعاره، وناره وشناره؛ حتى نطقوا على فروع المنابر، لكل باد وحاضر، بما يمقتهم الله عليه، والصالحون من عباده، يقولون: الصوام القوام، وما قام ولا صام، وليته كان سليماً من ارتكاب الآثام وفعل الحرام.
  فنعوذ بالله من الضلالة بعد الهدى، واقتحام بحار الردى، فلقد هلكت هذه الأمة إلا القليل المستثنى، هلاكاً طلى وجهها بالحمم، وفضحها في الأمم.
  وأما ما حكى من فضائل أبي بكر، فما كان قبل الأحداث وفي وقت النبي ÷ غير مخالف للكتاب والسنة فمقبول، وما كان مخالفاً لهما متأول إن قبل التأويل وإلا فمردود، وما كان حكاية عن العاقبة فهو مشروط بسلامته عن الإحباط بما وقع من تخليطه واستئثاره على إمام الأمة أمير المؤمنين - سلام الله عليه وعلى أبنائه الأكرمين -.