[استدلال الفقيه في إثبات الشفاعة لأهل الكبائر من السنة]
  أنا لها أنا لها –ووضع رسول الله ÷ يده على صدره - فأنطلق فأستأذن على ربي فيؤذن لي، فأقوم بين يديه، فيلهمني محامده، فأحمده بتلك المحامد، فأخر ساجداً، فيقول لي: يا محمد ارفع رأسك وقل تُسمع واشفع تُشَفَّع. فأقول: يا رب أمتي أمتي، فيقول: انطلق فمن كان في قلبه مثقال ذرة أو مثقال شعيرة من الإيمان، فأخرجه من النار. قال: فأخرجت.
  ثم أعود فأحمده بالمحامد، وأخر ساجداً، فيقال لي: يا محمد ارفع رأسك، وقل تسمع، واشفع تشفع، فأقول: يا رب أمتي أمتي، فيقال لي: انطلق فمن كان في قلبه مثقال خردلة من إيمان فأخرجه منها، قال: فأنطلق فأفعل ذلك.
  ثم أحمده بتلك المحامد، ثم أخر ساجداً، فيقال: ارفع رأسك يا محمد، وقل تسمع، وسل تعط، واشفع تشفع؛ فأقول: يا رب أمتي أمتي، فيقال: انطلق فمن كان في قلبه أدنى من مثقال حبة من خردل فأخرجه من النار –ثلاث مرات -» وذكر الحديث.
  وروى قتادة عن أنس عن النبي ÷ قال: «ما من نبي إلا وقد أعطي دعوة مجابة، وإني قد جعلت دعوتي شفاعة لأمتي يوم القيامة».
  وذكر جبريل # حين يأتيه فيخبره: أن طائفة من أمتك خلصوا في النار قال: فأخر ساجداً فيقال: ارفع رأسك فأقول: يا رب ائتني ما وعدتني، فيقال: أخرج منها من قال لا إله إلا الله قال: فيخرجون منها صبائر(١) صبائر، فيلقون على نهر الحياة، فينبتون كما تنبت الحبة الطرابيث(٢) في حمل(٣) السيل، ثم يخرجون كالفضة البيضاء، وروي كاللجين، مكتوب على جباههم الجهنميون، وفي خبر آخر: هؤلاء عتقاء الله.
(١) الصبرة: الحجارة الغليظة المجتمعة. تمت قاموس
(٢) الطرث: كل نبات طري غض. تمت قاموس
(٣) حمل: في البخاري: حميل والحميل هو ما حمله السيل من الغثاء والطين. تمت معجم.