كتاب الشافي،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[ذكر طريق حديث تبليغ سورة براءة]

صفحة 678 - الجزء 3

  وبالإسناد المقدم، قال: حدثنا أبو الجهم العلاء بن موسى الباهلي سنة سبع وعشرين ومائة، عن عطية العوفي، عن أبي سعيد الخدري، قال: بعث رسول الله ÷ أبا بكر بسورة براءة على الموسم، وأربع كلمات إلى الناس؛ فلحقه علي في الطريق، وأخذ السورة والكلمات، فكان علي يبلغ، وأبو بكر على الموسم، فإذا قرأ السورة نادى: ألا لا يدخل الجنة إلا نفس مسلمة، ولا يقرب المسجد مشرك بعد عامه هذا، ولا يطوف بالبيت عُريان، ومن كانت بينه وبين رسول الله عقد فأجله مدته؛ حتى قال رجل: لولا أن ينقطع ما بيننا وبين ابن عمك من الحلف لبدأنا بك؛ فقال علي: لولا أن رسول الله أمرني أن لا أحدِث شيئاً حتى آتيه لقتلتك.

  وبالإسناد قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا عمر بن طلحة، عن أسباط بن نصر، عن سماك، عن حبيش⁣(⁣١)، عن علي # أن النبي ÷ حين بعثه ببراءة قال: يا رسول الله إني لست باللسن ولا الخطيب قال: «فلا⁣(⁣٢) بد أن أذهب أو تذهب بها أنت» قال: إن كان ولا بد فسأذهب بها أنا، قال: «فانطلق، فإن الله سيثبت لك لسانك، ويهدي قلبك» قال: ثم وضع يده على فمه.

  وبالإسناد المقدم قال: حدثنا الفضل بن الحباب قال: حدثنا محمد بن عبدالله الخزاعي، قال: حدثنا حماد بن سلمة، عن سماك بن حرب، عن أنس بن مالك أن رسول الله ÷ بعث ببراءة مع أبي بكر إلى أهل مكة، فلما بلغ ذا الحليفة بعث إليه فرده وقال: «لا يذهب بها إلا رجل من أهل بيتي» فبعث علياً #.

  فهذه الروايات من طريق ابن حنبل.

  وأما من صحيح البخاري بطريق روايتنا لها أجمع، عن الفقيه بهاء الدين بسنده الأول، يرويه عن يحيى بن الحسن الأسدي، عن أبي مكتوم عيسى بن أبي ذر، عن الحميري المسيلمي والكشميهي، برواية أبي الحسن رزين بن معاوية بن


(١) حنش.

(٢) فما (نخ).