كتاب الشافي،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[كرامات الصالحين]

صفحة 12 - الجزء 4

  وقال ÷: «ألظوا⁣(⁣١) بـ «ياذا الجلال والإكرام»».

  وقوله ÷: «القاعد في مصلاه الذي يصلي فيه الفجر يذكر الله تعالى أنجح في طلب الرزق من الضارب في الأرض».

  وأما قوله [أي الفقيه]: «وقد ذكرنا الجواب في مثل هذا بما يشفي».

  فالجواب [المنصور بالله]: أنه أتى بما لا يشفي ولا يكفي، بل لزمه المضيق حيث اعتقد أن القبائح كلها من الله تعالى، وهو أن يجوز أن يعاقبه على دعائه له وتضرّعه إليه، ويجوز إثابة من سبّ إلهه تعالى، وعقاب من أثنى عليه؛ لأنك تقول: الدار داره، والملك ملكه، ولا شك في هذا، ولكنك تقول: وللمالك أن يفعل في ملكه ما يشاء، ويقصد بذلك: أن له أن يعذب الأنبياء بذنوب الفراعنة، ويثيب الفراعنة بثواب الأنبياء، فما تخلّصت في شيء من ذلك بوجه صحيح.

[كرامات الصالحين]

  وأما قوله [أي الفقيه]: «قال القدري [أي القرشي]: وما ذكر من كرامات الصالحين، فنحن نجيزها ولا ننكرها، بشرطين: أحدهما: أن لا يقارنها دعوى النبوة، ولا استفساد لأحد من عباد الله تعالى، ولا قدح ولا توهين في معجزات الأنبياء.

  والثاني: أن يكون ظهورها على من نزّه الله تعالى عن القبائح والفحشاء ولا


= رسول الله ÷ يوم عرفة: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، بيده الخير وهو على كل شيء قدير»، ورواه الترمذي عن أم سلمة، ونحوه عن أنس تمت. فسمى كلمة التوحيد والثناء على الله دعاءً. تمت كاتبها.

وأخرج المرشد بالله أيضاً عن ابن عباس قال: كان النبي ÷ يدعو عند الكرب: لا إله إلا الله الكريم الحليم ... الخ»، وأخرج عنه أيضاً مرفوعاً: «من دعا بدعوة ذي النون استجيب له، ثم قال: لاإله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين»، وعن جابر عن النبي ÷: «أفضل الذكر لا إله إلا الله، وأفضل الدعاء الحمد لله» رواه ابن ماجه والنسائي وابن حبان والحاكم، وقال: صحيح الإسناد، تمت. ورواه أحمد ومسلم والترمذي والنسائي وابن ماجه عن ثوبان ذكر هذا في الجامع الصغير قال العزيزي في شرح الجامع الصغير حديث سعد رفعه: «دعوة ذي النون لا إله إلا أنت ... إلخ فإنه لم يدع بها رجل مسلم في شيء قط إلا استجاب الله له» أخرجه الترمذي والنسائي تمت.

(١) أَلَظَّ: لازم ودام وأقام؛ تمت قاموس.