[موالاة أهل البيت (ع)]
  هؤلاء ظلمة جهلة أخذوا ما ليس لهم ودفعوا حق غيرهم، كنتم مبغضين لهم ولن ينفعكم محبة أهل البيت إلا بمحبتهم، كما استدللنا أولاً من قول علي #، وإن كنتم لا تعتقدون ذلك فيهم فوافقونا ودعوا منا النزاع، والركون إلى الابتداع.
  فالجواب [المنصور بالله]: أنه إن أراد بالمجمل في قوله الأول أبا بكر وعمر وعثمان قبل الأحداث، فقد بينا أن حالتهم الأولى توجب محبتهم قطعاً، وموالاتهم عموماً على ظاهر الإسلام، وما تحلوا به من حلية الدين، وظهر من نفعهم في قوة الإسلام، وما شاركوا فيه المسلمين من الثناء والترضية من رب العالمين ومن سيد المرسلين –صلى الله عليه وآله الطيبين -.
  وإن أراد بعد الأحداث الجارية منهم، من التقدم على أمير المؤمنين وسيد الوصيين وخير البشر بعد النبيين، فذلك مما يمنع من القطع على ما كان مقطوعاً به، بل نتوقف في ذلك ونتبع الدليل، فإن دل على أن ما فعلوه من هذه الإقدامات القبيحة يكون محبطاً لما قدموه من الإحسان حكم عليهم بأحكام أهل النيران، ولحقهم بذلك السب وما يقارنه مما يستحقه أهل الكبائر والعصيان.
  وإن دل الدليل على أن ما أقدموا عليه من الصغائر المكفرة في جنب ما قدموا من الإحسان، حكم بأنهم باقون على أصل الإيمان، والمستحق به من الجنان والتعظيم والإجلال.
  وهذا أمر قد كرره وكررنا جوابه، وذكرنا له مع ذلك أنه ينبني على مسألة الإمامة، وهل طريقها النص أو العقد والاختيار، وكل مسألة من هذه المسائل تتبع هذا الأصل، وقد ثبت النص وبطل الاختيار بما قدمناه.
  ثم قال [أي الفقيه]: وأما قوله [أي القرشي]: من نصب لهم العداوة وحاربهم - فقد عرفنا مقصود كلامه، وليس هذا موضع الحديث عليه، وسنذكره بعدُ إن شاء الله بما يعترف به إن كان من أهل الإنصاف، ولم يقصد العناد وإظهار الخلاف.
  فجواب هذا موقوف على الوفاء بما وعد به.