[عصمة إجماع أهل البيت (ع)]
[عصمة إجماع أهل البيت (ع)]
  وأما قوله [أي الفقيه]: على أن صاحب هذا قد ترك الإنصاف في هذا الموضع وغيره، أما في غيره فقد قدمناه، وأما فيه فلأنه ذكر الأصل وترك النكتة فلم يذكرها لأني قلت: وأما النكتة فتوهم أن أهل البيت جميعهم معصومون، وأنه يجب متابعتهم، وهذا ليس بصحيح، وقد ذكرنا ما يدل على بطلان العصمة.
  والجواب [المنصور بالله]: أما قوله [أي الفقيه]: على أن هذا ترك الإنصاف في غير هذا فيما تقدم؛ فالجواب: أنه ما ذكر شيئاً إلا وبينا جوابه بما يردع جهله.
  وأما قوله في نكتته قال [أي الفقيه]: فتوهم أن أهل البيت معصومون ثم أنكر ذلك.
  فالجواب [المنصور بالله]: أنا قد بينا أن إجماعهم $ حجة، وبينا الدليل عليه ووجه دلالته، فبطل ما ادعاه من المنع من عصمتهم؛ لأنا نريد عصمتهم $ فيما أجمعوا عليه، وهو أنهم لا يجمعون على خطأ.
  وذكرنا أن دليل ذلك من الكتاب والسنة؛ أما الكتاب فآية التطهير، ودلالة أنهم المرادون بها من الصحاح، وآية الاجتباء والدلالة على أنه لا يجوز أن يراد بها سواهم، وحديث الثقلين، وحديث السفينة، وقد تقدم ذكر جميع ذلك.
  فأي برهان وأي استدلال أقوى مما ذكرنا؟ ونحن ندعي العصمة لهم مجتمعين بهذه الأدلة وأصول مذهبنا هو إجماعهم، ولسنا ندعي العصمة لآحادهم بعد الأئمة الثلاثة $ فاعرف رأي أتباع أهل البيت وهم الذين أخذوا العلم منهم.
[منفعة حب أهل البيت (ع)]
  وأما قوله [أي الفقيه]: وتوهم أن محبة أهل البيت $ مع مقارفة المعاصي ظاهراً ينفع، ويعلل المعلل نفسه بالحديث مثل: «أهل بيتي فيكم كمثل سفينة نوح» وقد ذكرنا ما يدل على المحبة ومعناها فلا نعيده.