[منفعة حب أهل البيت (ع)]
  ينجو به من العطب؛ فمعلوم ذلك من الأخبار الصحيحة المنقولة عن النبي ÷، وقد دل على ذلك القرآن الكريم في قوله: {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ ٢١٤}[الشعراء].
  وصفة دعاء النبي ÷ وتبليغه إياهم بالوحي إليه مشهور غير منكور، لا يدفعه إلا من عمي بصره وبصيرته، واستولى عليه جهله وغفلته.
  فلما عمي عن ذلك ظن أن غيره أعمى كعماه، وتابع لهوى نفسه كما تبع هواه، ولقد قال الله تعالى في مثل هذا: {أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَنْ يَهْدِيهِ مِنْ بَعْدِ اللَّهِ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ ٢٣}[الجاثية].
  فالجواب [المنصور بالله]: أنه سلَّم كمال الفضل بالنسب والعلم والعمل لأمير المؤمنين # وأولاده الطاهرين، ثم قال: لكن من ادعى نسبهم ولم يذهب مذهبهم فهو الذي قلنا، وذكر الخبر وهو قوله ÷: «من أبطأ به عمله لم يسرع به نسبه» - فإن أراد بالقسمة من هو على هذه الصفة من المخالفة لعلي # وأهل البيت في المذهب - فلا شك أن نسبه لا يكفيه، وإن كان موجوداً في الوقت فينبغي له أن يعرفناه كما عرفه ليعتقد صحة نسبه، وقبح مذهبه.
  وإن كان يريد بذلك من خالف المجبرة القدرية في إضافتها القبائح والفحشاء وقول الزور، وكل كذب وفجور إلى الله تعالى - فذلك مما يكمل إيمانه ويضاعف إحسانه، وهو من أرجى ما يُرجى له عند ربه ø إن نزهه سبحانه عن فعل القبائح، وعلقها بأهل الفحش من فاعليها من العباد وأهل الفضائح، وذلك حينئذ هو مذهب الأول منهم من لدن علي # إلى وقتنا هذا، بل نرجو أنه المذهب الذي بذهابه تقوم القيامة، فإنها لا تقوم إلا على شرار الخلق.
  وكلما تردد منه من هذا الكلام وجنسه يدل على حيرته وذهوله وعدم تحصيله؛ لأن الخلاف الذي أضاف إليهم هو فعل الله عنده وعند أهل مقالته،