[عدم افتراق الكتاب والعترة (ع)]
  وإبطال التشبيه والجبر والرضا بالمعاصي؛ فما هذه الجسارة على الكذب الذي يورده النار؟ وبئست الخيرة التي اختارها لنفسه.
  وأما صيانة أهل البيت $ عن القدرية والمجوسية - فقد كان ذلك بمن الله تعالى لا بعناية الفقيه، بل على رغم كل قدري ومجبر.
  وأما إضافة القدرية والمجوسية إلينا وإلى أهل نحلتنا - فالجواب: أنه افترى بما قال، بل هو أحق بهذين الاسمين وجميع من قال من أهل ملته ومن وافقه: على أن الله تعالى يخلق المعاصي والفضائح، والمخازي والقبائح، وكل ظلم وزور، وكل كذب وفجور، وتلبيس وغرور، فكيف يرمي البريء بدائه؟! فلقد احتمل بهتاناً وإثماً مبيناً.
  ولا يصح له إضافة قبيح إلى بعض المكلفين، وحسن إلى بعضهم إلا بالخروج عن مذهبه الرديء، وإلا فهو يضرب في حديد بارد، ويقدح في زند صالد.
[عدم افتراق الكتاب والعترة (ع)]
  وأما قوله [أي الفقيه]: قال القدري [أي القرشي]: وما انتهى إليه بعد كثير من السب والإزراء، إلى رواية الإمام في الكتاب والعترة وأنهما لن يفترقا، واحتجاجه # لذلك بأن (لن) لنفي الأبد، وما اعترض عليه بقوله تعالى: {قُلْ إِنْ كَانَتْ لَكُمُ الدَّارُ الْآخِرَةُ عِنْدَ اللَّهِ خَالِصَةً مِنْ دُونِ النَّاسِ فَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ٩٤ وَلَنْ يَتَمَنَّوْهُ أَبَدًا بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ}[البقرة]، ثم قال في موضع آخر إخباراً عن الكافر: {يَالَيْتَنِي كُنْتُ تُرَابًا ٤٠}[النبأ]، أفلا تراه تمنى الموت والانعدام؟ وقال تعالى أيضاً في قصة الكفار: {وَنَادَوْا يَامَالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ قَالَ إِنَّكُمْ مَاكِثُونَ ٧٧}[الزخرف]، وسؤال القضاء هاهنا إنما هو الموت يدل عليه قوله تعالى: {فَلَمَّا قَضَيْنَا عَلَيْهِ الْمَوْتَ مَا دَلَّهُمْ عَلَى مَوْتِهِ إِلَّا دَابَّةُ الْأَرْضِ}[سبأ].
  فالكلام عليه [أي القرشي] في ذلك: أن (لن) وإن كانت موضوعة في الأصل