[الشيخ محيي الدين يبين عوار مذهب الفقيه]
  الفقيه ولا أعلى منه درجة الغبار، كما بينا له في فصل أفردناه؛ لأنا خشينا أن تعيل الفائدة في أثناء الكلام.
[الشيخ محيي الدين يبين عوار مذهب الفقيه]
  وأما قوله [أي: الفقيه]: قال القدري [أي: القرشي]: وأما ما عاد إليه من حكاية أن القرابة لا تنفع إلا بالطاعة، وأكثر من ذلك وأظهر الشناعة والبشاعة - فلسنا نرى ولا علمنا من أهل البيت $ أو من طابقهم من علماء الإسلام من يرى أن فضل النسب يسقط التكليف والتعبد، ويوجب دخول الجنة والتخلص من النار؛ مع ترك الواجبات، وارتكاب المحرمات، لكن أحب أن يحشو الأوراق بما لم يقل به أحد، ويهون موقع أهل بيت محمد ÷ وفضلهم في قلوب الخلق، وذلك رجاء خائب، وظن كاذب، وسلوك غير طرق الحق، واستبدال المين بالصدق.
  وعلى أنه مع إكثاره من ذلك وإمعانه فيه ظهر فيه أمران:
  أحدهما: تطفية ما في قلبه من الحرارة ببغضة أهل البيت $ وشدة العداوة الباطنة بل الظاهرة، فهو في حكم من يتنفس ليوشي خناقه، ولات حين مناص، ولا له من محبتهم $ على الكره والاختيار عند الله سبحانه عذر ولا خلاص.
  والأمر الثاني: الاعتراف بأن الأعمال هي التي تنفع وتدخل الجنة ويسلم بها فاعلها من النار دون الأنساب، وهذا منه رجوع إلى الحق، وقول بالصدق إن استقام عليه، واعتقد أن للعبد فعلاً هدى كان أو ضلالاً، وأن العباد يستحقون على طاعتهم الثواب الجزيل، وعلى معصيتهم العقاب الوبيل، والخزي الدائم الطويل.
  وهو أيضاً مخالف لما تقدم من تهجينه التي عادت هجنته عليه، من أن ابن نوح لم يمنعه ولم ينفعه الجبل حين طلب الالتجاء إليه، فكيف بمن يعتقد أن فعله الذي يحدثه بزعمه ينفعه؟ وهذا كما ترى يدافع قوله الآخر وينافيه.
  فإن استقام عليه ورجع إلى الحق، فالحق أحق أن يتبع، والاستقامة في الدنيا