[الشيخ محيي الدين يبين عوار مذهب الفقيه]
  ممكنة، وإن كان ذكره غلطاً أو تغليطاً حين غمه ذكر أهل بيت النبي ÷ وذكر فضائلهم $ وهو باق على مذهبه الأول من أن الإيمان لا ينفع، وأن الكفر لا يضر، وأن الثواب والعقاب غير مستحقين.
  بل الملائكة الكرام، والأنبياء –عليهم أفضل الصلاة والسلام - والأئمة الراشدون والأعلام، والكافة من أهل الإسلام، مساوون عنده للجهلة والطغام، وكفار الأنام من عبدة الأصنام، واليهود، والنصارى، والمجوس، وعبدة النيران، والعاكفين على عبادة الأشجار، والأحجار، والصُلبان.
  بل لو رأى تعالى عند هذا القائل - ولا أمان له منه أن يقع على مقالته هذه - أن يعذب الملائكة والأنبياء، والأئمة والفضلاء بالنار، ويثيب الفراعنة والأباليس، وسائر الكفار بالجنة ويخلدهم في دار الأبرار؛ لكان له ذلك، فقد كان ينبغي له أن يحكم هذا الأصل، ويغني في النظر في هذا الفصل، فله فيه ما يشغله ويغنيه، ويسلمه إن وقف للحق من تكلف ما لا يعنيه.
  وتبين له بعد ذلك من هو أحق أن يتبع، ومذهبه لا يمكنه إنكاره أن الإيمان والكفر فعل الله سبحانه دون المؤمنين والكافرين، فكيف يذم بعض فعل الله سبحانه، ويحمد بعضه؛ لولا عمى بصيرته، وانعكاس صورته.
  فأما حشو الأوراق بالسب والأذية للعترة الطاهرة الزكية، وسلوك غير الطريقة المرضية، وجمع الأكاليم وتلفيق الأحاديث فيما يعود عليه وباله، ويلزمه عاره وخباله، فلم يكن ذلك له صواباً، وسيعلم عاقبة فعاله، وغب وباله.
  قد كان ينبغي له أن يحكم لأهل البيت $ بالفضيلة، والدرجة العالية الجليلة، فإن لم يفعل فلا أقل من أن يجعلهم كسائر الأمة، فإن الجميع منهم على أصله مسلمون من النار، ومخلدون في دار القرار.
  وكيف يقضي لنفسه وأبناء جنسه بشفاعة جدهم ÷، ويقضي بأنهم محرومون شفاعته؟! هذا عكس القضية ومقتضى حمية الجاهلية؛ فإن قال: إنهم في هذا الباب