كتاب الشافي،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[محبة الفقيه لأهل البيت (ع)]

صفحة 47 - الجزء 4

  الطاهرين، ومحبتي لهم، وأما أنت وإمامك فلقد وضح عندي ضرورة خلافكم لما كان عليه النبي ÷ وعلي بن أبي طالب، وأولاده الطاهرون التابعون لهم بإحسان - عليهم أفضل السلام - فاترك منك الهذيان، والتطويل في هذا الميدان، بما يعود عليك ضرره، ويلتهب عليك من نيران أهل السنة والجماعة شرره، ولا بد لي من محبة أهل البيت الطاهرين، ولا بد لي من بغضة من خالفهم إلى يوم الدين.

  فالجواب [المنصور بالله]: أنا قد بينا من معرفة غرضه في أهل البيت ما يقضي بأنه لا يتبع واحداً منهم، وفصلنا ذلك، لأنه يشترط أن يكونوا قائلين بالجبر، وخلق الله تعالى لكل مخزية من كذب وظلم وزنا وفجور، والقول بإمامة أبي بكر، وعمر، وعثمان، وإغفال النص على أمير المؤمنين #، فمن كان يعتقد هذا فهو عنده ممن تجب موالاته ومحبته، سواء كان من أهل البيت، أو من غيرهم، ومن خالفه في هذه الاعتقادات فهو يبغضه، سواء كان من أهل البيت أو سواهم.

  فوضَّحَ لنا أن بغضته أصلية؛ لأنه شَرَط ما لا يوجد في أهل بيت النبي ÷ ولا في كثير من الأمة، إلا من قل نظره، فقل عند الله خطره.

  وأضاف الفقيه إلى بغضتهم بهذا الشرط التلبيس بالزور والكذب أنه يحبهم، والإيهام أنه على مذهبهم، فكان حاله كحال أخ له في دينه، اقتبس الضلال من شياطينه أنشأ كتاباً يذم فيه يحيى بن عمر # القائم بالكوفة أيام العباسي الملقب بالمستعين، فلما قتل # أنشأ أخو الفقيه كتاباً يسب فيه يحيى بن عمر # ويرميه بخلاف آبائه $ فقال بعض الزيدية | في ذلك:

  أَعْمَلَ الملعونُ في آ ... لِ رَسُولِ اللهِ حِقْدَه

  وَغَدَا يَشْتُمُ يَحْيَى ... في كِتَابٍ قَدْ أَعَدَّه

  وهو لا يَقْصِدُ يحيى ... إِنَّمَا يَقْصِدُ جَدَّه

  قُلْ لَّهُ يَبْلُغُ في آ ... لِ رَسُولِ الله جَهْدَه

  قَدْ عَلِمْنَا أَنَّ مَنْ ... يُبْغِضُهُم لَيْسَ لرِشْدَه