[محبة الفقيه لأهل البيت (ع)]
  وهذه الأبيات قد ذكرناها، ولم نستغن عن تكريرها لتكرير معناها.
  وأما قوله: إنه يعلم خلافنا لرسول الله ÷ وخلاف شيخنا - أيده الله - ضرورة - فما آمنه أن نقول فيه مثل ذلك، ويقول مخالفنا ومخالفه والأمة في الجميع كذلك؛ فمع من يكون الحق أيها الضعيف الهالك؟ فلو نزل عليك وحي بذلك - إن كنت من أهل العلم - لما علمته ضرورة إن كنت تعرف حكم الضرورة، وكان لا بد من الاستدلال فارجع إليه فهو أولى، ولعلك رأيتنا قلنا قد علمنا ضرورة فقست على صورة المسألة، وقياس الصورة لا يستعمله أهل العلم.
  وكيف لا يستحي أن يقول: هو منتسب إلى سنة النبي ÷ وجماعة المسلمين، وقد خالف في عقيدته هذه أدلة العقول، وكتاب الله تعالى، وسنة رسوله ÷، وقد بينا ذلك فيما تقدم بأسانيده الصحيحة، بطريق من لا يستجيز شيئاً من الكذب.
  وخالف أيضاً جميع آل محمد صَلَّى الله عَلَيْهِ وعليهم من لدن أبينا علي بن أبي طالب # إلى وقتنا هذا، فإنه ما قال منهم أحد: بأن الله تعالى يخلق المعاصي قاطبة، ويريد الواقع منها، ويحبه ويشاؤه.
  ولا قال بتأخر علي # عن المشائخ الثلاثة في درجة الإمامة، وكيف يدعي الضرورة بأنا مخالفون لما كان عليه النبي ÷، وعلي بن أبي طالب # وأولاده الطاهرون ضرورة.
  وهل هذا من الفقيه إلا جراءة على الكذب، وشهادة الزور، يسأله الله تعالى يوم القيامة عنها، يوم يقوم الأشهاد {يَوْمَ هُمْ بَارِزُونَ لَا يَخْفَى عَلَى اللَّهِ مِنْهُمْ شَيْءٌ}[غافر: ١٦]، فكيف قال: علم خلافنا وخلاف أتباعنا لما كان عليه النبي وعلي - عليهما الصلاة والسلام - وفعلنا عنده هو فعل الله تعالى؟ فكيف أضافه إلينا؟ هل أضاف شيئاً فما ذلك الشيء؟ أم غير شيء بان خلله وَزَلَلُه؟
  ثم قال [أي: الفقيه]: وأما قولك [أي: القرشي]: والأمر الثاني: الاعتراف بأن