كتاب الشافي،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[تكفير التفتازاني وأحمد بن حنبل ليزيد ولعنه]

صفحة 76 - الجزء 4

  العالمين، ألا يستحي منه كيف يجمل حال من نصب الحرب، وأمد بالأموال والرجال وضاعف الجوائز لمن برز في محاربة الإمام الشهيد الحسين بن علي @.


= وكذا خلفاء بني أمية يقتلون ولدي بعد أن قال ÷ في هند: اللهم العنها والعن نسلها» من رواية أبي العباس الحسني بإسناده إلى عائشة وقد مرَّّ للإمام في الجزء الأول تمت.

وقد مرت رواية أبي سعيد السمان بسنده الى ابن عمر أنه ÷ تنفس ثم قال: «يزيد لا بارك الله في يزيد، أما إنه نُعي إليّ الحسين بن علي الخ» مرت في الجزء الأول وتأتي رواية صاحب المحيط له بعدُ بكراسين عن ابن عباس تمت.

وقد روى أبو جعفر الطبري في تاريخه (أن يزيد لما وضع رأس الحسين بن علي بين يديه جعل ينكث بقضيبه على فيه ويتمثل بقوله:

نُفَلِّقُ هاماً من رجال أعزة ... ... إلخ.

وعنده أبو برزة الأسلمي فقال له: (ارفع قضيبك فوالله لربما رأيت فا رسول الله ÷ على فِيْهِ يلثمه) تمت. وروى أبو مخنف عن أبي جعفر العبسي عن أبي عمار ة العبسي قال: (لما جلس يزيد بن معاوية دعا بأشراف أهل الشام فأجلسهم حوله، ثم دعا بعلي بن الحسين وصبيان الحسين فدخلوا عليه والناس ينظرون، فقال يزيد لعلي: يا علي أبوك الذي قطع رحمي، وجهل حقي، ونازعني سلطاني، فصنع الله به ما قد رأيت، قال فقال علي: {مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا}⁣[الحديد: ٢٢]. فقال يزيد لابنه خالد أردد عليه، قال فما درى خالد ما يرد عليه فقال يزيد قل: {وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ ٣٠}⁣[الشورى]. وروى أيضاً عن الحارث بن كعب عن فاطمة بنت علي قالت: (لما أجلسنا بين يدي يزيد بن معاوية رق لنا، وأمر لنا بشيء وألطفنا، قالت: ثم إن رجلاً من أهل الشام أحمر قام إلى يزيد فقال: يا أمير المؤمنين هب لي هذه يعنيني، وكنت جارية وَضِيّة فارتعدت وفرِقت فظننت أن ذلك جائز لهم، وأخذت بثياب أختي زينب. قالت: وكانت أختي زينب أكبر مني وأعقل، وكانت تعلم أن ذلك لا يكون. فقالت: كذبت والله ولؤمت، ما ذلك لك وله، فغضب يزيد، فقال: كذبْتِ والله إن ذلك لي، ولو شئت أن أفعله لفعلت. قالت: كلا والله ما جعل الله ذلك لك إلا أن تخرج من ملتنا، وتدين بغير ديننا، قالت: فغضب يزيد واستطار ثم قال: إياي تستقبلين بهذا، إنما خرج من الدين أبوك واخوك! فقالت زينب: بدين الله وبدين أبي ودين أخي وجدي اهتديت أنت وأبوك وجدك. قال: كذبت يا عدوة الله، قالت: أنت أمير مسلط تشتم ظالماً وتقهر بسلطانك، قالت فوالله لكأنه استحيا فسكت الخ) ذكر هذا في تاريخ الطبري.

[تكفير التفتازاني وأحمد بن حنبل ليزيد ولَعْنِه]

قال في الجامع الصغير: أخرج أحمد ومسلم عن أم حرام بنت ملحان مرفوعاً: «أول جيش يركبون البحر قد أوجبوا، وأول جيش يغزون قيصر مغفور لهم». قال شارحه العزيزي: قال التفتازاني: والحق أن رضا يزيد بقتل الحسين # واستبشاره وإهانته أهل بيت النبي ÷ مما تواتر معنى، وإن كان تفاصيلها آحاد، فنحن لا نتوقف في شأنه بل في إيمانه لعنة الله عليه وعلى أنصاره وأعوانه. وساق إلى أن قال: وقال ابن حجر الهيثمي في شرح الهمزية: وقد قال أحمد بن حنبل بكفره وناهيك به ورعاً وعلماً، انتهى.