[تكفير التفتازاني وأحمد بن حنبل ليزيد ولعنه]
  وكيف تمثل بالأبيات عند وضع رأس الإمام –سلام الله عليه ورضوانه - بين يديه، وكيف قرع ثناياه بالقضيب، وكيف احتج على فعاله القبيح بالشعر حتى أجابه علي بن الحسين @ بالقرآن الكريم، فضاق اللعين حيث أتى بشعر وأجابه علي بن الحسين @ بالقرآن الكريم، فاستعمل اللعين القرآن الكريم حيث استدل بقوله: بل {فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ ٣٠}[الشورى].
  فصرح - لعنه الله وأخزاه - بأن الذي فعل بالحسين # مكافأة بزعمه، وأنه دون المستحق، وتمدح بالعفو عن كثير، وفي ذلك استقلاله بما فعل بالحسين # وفي تلك الحال بنات رسول الله ÷ وأطفاله أسارى عند الملعون، يتطاولن من خلفه لنظر رأس الحسين # بين يديه، وهو يحول بينهن وبينه.
  فمع إظهار يزيد الظفر على رسول الله ÷، ونقمة الثأر من رسول الله ÷ كيف لا يكفر أيها الفقيه؟ والأبيات هي أبيات ابن الزبعرى تمثل بها يزيد وزاد فيها، وهي:
  لَيْتَ أَشْيَاخِي بِبَدْرٍ شَهِدُوا ... جَزَعَ الْخَزْرَجِ مِنْ وَقْعِ الأَسَلْ
  لأَهَلُّوا واسْتَهَلُّوا فَرَحاً ... ثُمّ قَالُوا يا يزيدُ لا شَلَلْ
  لَسْتُ مِنْ عُتْبَةَ إنْ لم أنْتَقِمْ ... مِنْ بَنِي أَحْمَدَ مَا كَان فَعَلْ
  فمن يطلب الثأر من النبي ÷ كيف يكون حاله أيها الفقيه؟ ولو أنك جردت مذهب الحشوية الحنبلية من أهل الشام، وهو أن الإمام كان يزيد الملعون وكان الحسين # خارجاً عليه فاستحق القتل؛ لكان كفراً غير متناقض.
  لكن تناقضت في كفرك ولَبَّسْتَ على عباد الله، حيث ذكرت أن علياً # هو الإمام، ثم جَمَّلْتَ حال معاوية، ثم أضفت إلى ضلالتك أعظم منها، وهو تجميل حال يزيد اللعين، وقلت: إنه لم يتول قتل الحسين # ولعله لم يكن شفاؤك إلا أن يذبحه اللعين يزيد بيده؛ فإنا لله وإنا إليه راجعون.