[إجماع العترة (ع) في حق معاوية]
  لعداوته، خالفت الخبر الخامس.
  وفي هذا مقنع؛ فكيف وجميع هذه المعائب قد اجتمعت في مبغض علي بن أبي طالب، ومعاوية اللعين ممن جمعها؛ فكيف يجوز لمدّعي الإسلام تحسين الظن به مع هذه الوجوه الظاهرة؟ لولا البغضة لأمير المؤمنين، وأخي رسول رب العالمين –صلى الله على النبي وعليه وعلى آلهما الطاهرين -.
[إجماع العترة (ع) في حق معاوية]
  ثم قال [أي: الفقيه]: وأما قوله [أي القرشي]: إجماع العترة؛ فليبين لنا من يعني بالعترة، أيريد بالعترة المتقدمين فليصحح لنا ذلك من طريق يصح فيها النقل.
  فالجواب: أن المراد(١) بالعترة في أول الإسلام هم الذين نزلت فيهم آية التطهير التي نفت عنهم الرجس: رسول الله ÷ وأمير المؤمنين، وفاطمة، والحسن، والحسين $ والكل منهم قائل: بأن من خرج على علي # فهو فاسق إن سلم من الكفر.
  أما من النبي ÷ بالصفة والمعنى ففيه ما قدمنا، وأما باللفظ فقد لعن رسول الله ÷ معاوية؛ لأن علياً لعن معاوية بالإجماع منا ومنكم، ولعنةُ علي من لعنة رسول الله ÷، ولعنة رسول الله ÷ من لعنة الله، {وَمَنْ يَلْعَنِ اللَّهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ نَصِيرًا ٥٢}[النساء]، فهذا أصل لعن علي لمعاوية.
  فإن كان مع الفقيه في لعن معاوية لعلي أصل يرجع إليه فليظهره، وقد خَرَّجَ من إنكارنا إمامة أبي بكر وعمر أنا نبغضهما، وأن بغضهما من الموبقات، فهلا
(١) قوله: المراد بالعترة ... إلخ، ذكر رسول الله ÷ باعتبار الآية الكريمة فهي نازلة فيه، وفي أهل بيته –~ وعليهم وسلامه - لا لأنه داخل في لفظ العترة فهم عترته، والمضاف غير المضاف إليه، ولعدم اللبس أدرجه فيهم، ويحتمل أن يكون ذكره ÷ لأجل التبرك، كما قيل في اسم الله في قوله تعالى: {فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ}[الأنفال: ٤١]. انتهى من إلقاء مولانا الإمام الحجة/مجدالدين بن محمد المؤيدي، وعن أمره نُقلت. كتبه/الحسن بن محمد الفيشي ¦.