[حجية إجماع العترة (ع)]
  فهذه في جميع المؤمنين، يدلك على هذا قول الله ø: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا}[البقرة: ١٤٣]، فسقط بقية قولك وتفسيرك، ولم يبق إلا وجود المحاربة من معاوية لعلي # والآية تخرجه عما قرفته به.
  وأما قوله [أي القرشي]: خص أولاد إبراهيم بالاجتباء، وأخرج منه اليهود والنصارى ومن ضاهاهم - فقد(١) بينا أن المراد به جميع المؤمنين، ولم يذهب أحد من علماء المسلمين إلى أن طلحة والزبير وعائشة ومعاوية فساق؛ لخروجهم على علي # سوى القدرية والباطنية، وسائر الأمة مخالفون لهم في ذلك.
  والجواب [المنصور بالله]: أنه إذا ثبت بما بينا أن إجماع أولاد إبراهيم حجة، فلا خلاف أنه لا يعتد في ذلك إلا أولاد النبي ÷، وقد روي هذا الاستدلال عن الحسن بن علي أنه صعد المنبر خاطباً بعد وفاة أمير المؤمنين فقال: الحمد لله وهو للحمد أهل، الذي منّ علينا بالإسلام، وجعل فينا النبوة والكتاب، واصطفانا على خلقه فجعلنا شهداء على الناس، وجعل الرسول علينا شهيداً(٢).
(١) بداية كلام الفقيه.
(٢) قال ¥ في التعليق: وروى أبو القاسم الحاكم الحسكاني بإسناده الى سليم بن قيس عن علي # قال: (إن الله إيانا عنى بقوله تعالى: {لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ}[البقرة: ١٤٣]، فرسول الله ÷ هو الشاهد علينا، ونحن شهداء الله على خلقه، وحجته في أرضه ونحن الذين قال الله عز اسمه: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا}[البقرة: ١٤٣]) انتهى [سبق تخريجه (٢)]. وروى بإسناده الى شقيق قال: (قرأت في مصحف عبدالله - وهو ابن مسعود - {إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إبراهيم وَآلَ عِمْرَانَ وآل محمد عَلَى الْعَالَمِينَ ٣٣ ... الآية}[آل عمران]) ورواه أيضاً عن أبي إسحاق عن نمير بن عريب أن ابن مسعود كان يقرأ {إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى آدَمَ ... الآية}. ثم قال: إن لم تثبت هذه القرآءة فلا شك في دخولهم في الآية لأنهم آل إبراهيم انتهى [سبق تخريجه (٢)]. وروى بإسناده إلى ابن عباس في قوله [تعالى]: {وَمِمَّنْ خَلَقْنَا أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ ١٨١}[الأعراف]، قال: (الأمة علي يدعو إلى الحق بعد محمد ÷ وبه يعدل في الخلافة نظيره أنّ إبراهيم كان أمة أي عَلَماً، والأمة العلم) انتهى معنى [أخرج نزول: {وَمِمَّنْ خَلَقْنَا أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ ... الآية}، في أمير المؤمنين (ع): =