كتاب الشافي،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

فصل: في معنى قوله تعالى: {قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى}

صفحة 223 - الجزء 1


= والخوارزمي عن عامر بن واثلة عن علي #.

وقال الحسن السبط في خطبته: (وأنا من أهل البيت الذين افترض الله مودتهم، فقال فيما أنزل على رسوله: {قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى}⁣[الشورى: ٢٣]) رواه أبو علي الصفار، والكنجي عن أبي الطفيل، ورواه الدولابي عن زيد بن الحسن، وستأتي الخطبة.

وروى الكنجي بإسناده عن جابر قال: (جاء أعرابي إلى النبي ÷، وساق إلى أن قال بعد عرض الشهادة عليه: تسألني عليه أجراً؟ قال: «لا إلا المودة في القربى» قال: قرابتي أو قرابتك؟ قال: «قرابتي» قال: هات أبايعك، فعلى من لا يحب قرابتك لعنة الله، فقال النبي ÷: «آمين».

روى الحاكم بإسناده إلى أبي أمامة الباهلي وروى ابن المغازلي نحوه عن جابر قال: قال رسول الله ÷: «إن الله خلق الدنيا من أشجار شتى، وخلقت أنا وعلي من شجرة واحدة أنا أصلها، وعلي فرعها، والحسن والحسين ثمارها، وأشياعنا أوراقها، فمن تعلق بغصن من أغصانها نجا، ومن زاغ هوى، ولو أن عبداً عبد الله بين الصفا والمروة ألف عام، ثم ألف عام، ثم ألف عام حتى يصير كالشن البالي، ثم لم يدرك محبّتنا لكبه الله على منخريه في النار، ثم تلا قوله تعالى: {قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى}⁣[الشورى: ٢٣]».

وروى بإسناده عن زاذان عن علي قال: (فينا آل محمد آية لايحفظ مودتنا إلا كل مؤمن، ثم قرأ: {قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى}⁣[الشورى: ٢٣]) قال: ورواه مصبح بن الهلقام عن عبد الغفور، وأسنده إلى النبي ÷، تمت شواهد.

وروى عن ابن عباس في قوله تعالى: ({وَمَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنَةً}⁣[الشورى: ٢٣] ... إلخ، قال: هي المودة لآل محمد ÷) رواه عنه من خمس طرق، ورواه عن السدي.

وروى عن علي أنه قال لأبي عبدالله الجدلي: (الحسنة التي من جاء بها أدخله الله الجنة حبنا، والسيئة التي من جاء بها أدخله الله النار بغضنا) رواه عنه من طريقين، ورواه الثعلبي عن أبي عبدالله الجدلي.

وروى الحاكم بإسناده عن علي، وعن أبي برزة الأسلمي في قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ ٧}⁣[البينة]، قال النبي ÷: «هم أنت يا علي وشيعتك» ورواه فرات الكوفي عن الباقر من ثلاث طرق، وفي واحدة: «راضين مرضيين» ورواه عن ابن عباس بزيادة: «وتأتي أنت وشيعتك راضين مرضيين، ويأتي عدوك غضاباً مقمحين».

قال: ورواه الفضل بن شاذان القمري أي بسند متصل برجال سند الحاكم، ورواه عن بريدة بزيادة: «ترد أنت وشيعتك رواء مرويين، ويرد عدوك عطاشاً مقمحين» [مقمحين: الإقماح رفع الرأس وغض البصر، يقال: أقمحه الغلّ إذا ترك رأسه مرفوعاً من ضيقه. تمت نهاية (٤/ ١٠٦)]، وفي الأصل: «مقحمين». وروي عن أبي سعيد قال: قال رسول الله ÷: «خير البرية علي» ورواه فرات عن معاذ، وعن ابن عباس، وروى الحديث الآتي عن جابر من رواية الصفار، والكنجي: «قد =