كتاب الشافي،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[فضيلة عظيمة لمن ذكر فضيلة من فضائل أمير المؤمنين #]

صفحة 113 - الجزء 4

  وهذه دعوة نبوية معلومة الإجابة، فهل في علمك أن الله تعالى يحب من يبغضه؟ فتعرى الدعوة من الفائدة وذلك لا يكون.

  أو تقول إن معاوية - لعنه الله - يحبه فتدافع المعلوم؛ فقد وقعت لهذه المذاهب الفاسدة في حيرة مؤدية إلى خزي الدنيا وعذاب الآخرة؛ لأن أهل البيت لا يجتمعون هم وأعداؤهم في دار الكرامة، وأنت قد كشفت القناع في ولاية أعدائهم، والنص على ولائهم.

  فيالها من صفقة ما أخسرها، وزلة ما أظهرها، عظَّمْتَ وبرَّكْتَ وطهَّرْتَ وترضَّيْتَ على ابن آكلة أكباد الشهداء، وسليل عدو سيد الأنبياء، وصغَّرْتَ جريمته، وهوَّنْتَ خطيئته، فبؤ بإثم ذلك وعاره، واصْلَ جحيم ناره، ولا يبعد الله إلا من ظلم.

  وأما قوله [أي: الفقيه]: ثم نعود إلى أول كلامه فنقول: أما ما ذكرت من كفر معاوية باستلحاقه زياداً، واستدل بالحديث: «الولد للفراش وللعاهر الحجر» وأنه قد صار مشهوراً بمنزلة أركان الدين، وأن من رده فلا إشكال في كفره؛ فنقول أولاً: لو طالبنا هذا الرجل بتصحيح ما أورد من هذا الحديث، حتى يتضح لنا بطريق توجب العلم لَمَا قدر عليه.


= عدلهم على ظلمهم وما يبرأ من البهتان [الهنات (نخ)] والله يعفو عنه. انتهى.

تأمل! رسول الله ÷ يقول في معاوية: «مفتاح الظلم ورأس الحطم يحمل وزر الثقلين» ويلعنه، والذهبي يصير ظلمه مرجوحاً في جنب عدله! بل قال ÷ فيه: «ظلمك عظيم»، والذهبي يقول: يسير! وأخرج الحديث الكنجي، تمت. وأخرج ابن المغازلي عن أسامة بن زيد أنه قال النبي ÷ في الحسن والحسين: «اللهم إني أحبهما فأحبهما ثلاث مرات»، وأخرجه أيضاً عن البراء، تمت. وأخرجه أحمد والدولابي عن يعلى بن مرة من دون: «ثلاث مرات»، وأخرجه الترمذي عن أسامة، وأخرجه وصححه أبو حاتم من حديث جابر. تمت. شرح تحفة. وقال ÷ في الحسنين: «من أحبني فليحبهما» من حديث عبدالله بن مسعود، وأخرجه عنه ابن المغازلي، تمت. وأخرج ابن السري وصاحب الصفوة عن عبدالله فيهما: «هذان ابناي فمن أحبهما فقد أحبني» عنه ÷ في الحسن والحسين، تمت. شرح التحفة.