كتاب الشافي،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[كلام حسن للدامغاني وابن أبي الرجال]

صفحة 225 - الجزء 1

  قال: ودليل هذا التأويل ما حدثنا أبو منصور بن الخمشاذي، حدثني أبو عبدالله الحافظ، أخبرني أبو بكر بن مالك، حدثنا محمد بن يونس، حدثنا عبدالله بن عائشة، حدثنا إسماعيل بن عمرو، عن عمر بن موسى، عن زيد بن علي بن الحسين، عن أبيه، عن جده، عن علي بن أبي طالب ~، قال: شكوتُ إلى رسول الله ÷ حسد الناس لي، فقال: «أما ترضى أن تكون رابع أربعة: أول من يدخل الجنة أنا وأنت والحسن والحسين، وأزواجنا عن أيماننا وشمائلنا، وذريتنا من خلف أزواجنا، وشيعتنا من خلف ذريتنا».

  وبالإسناد: أخبرنا الحسين، قال: حدثنا أبو العباس محمد بن همام، حدثنا إسحاق بن عبدالله بن محمد بن رزين، حدثني حسان - يعني ابن حسان -، حدثنا حماد بن سلمة ابن أخت حميد الطويل، عن علي بن زيد بن جدعان، عن شهر بن حوشب، عن أم سلمة ^ عن رسول الله ÷ أنه قال لفاطمة - صلوات الله عليها -: «ائتيني بزوجك وابنيك»، فجاءت بهم، فألقى عليهم كساء، ثم رفع يده عليهم، فقال: «اللهم هؤلاء آل محمد، فاجعل صلواتك وبركاتك على آل محمد، فإنك حميد مجيد»، قالت: فرفعتُ الكساء لأدخل معهم، فاجتذبه وقال: «إنك على خير».


= كلاهما في الجنة، وهي شهادة منهم لغير مدع؛ فإن معاوية لايساعدهم على ذلك فكيف بعلي، وكيف يساعدهم معاوية وخطباؤه يشهرون اللعن لعلي في الآفاق والمنابر، وكيف يساعدهم علي وهو يقنت في صلاته بلعن معاوية. حكى الماوردي صاحب آداب الدين والدنيا من الشافعية أن رجلاً قال لأمير المؤمنين: أنا أحبك وأحب معاوية، فقال له: (إذاً أنت أعور، فإما أحببتني وكنت صحيحاً، وإلا أحببت معاوية وكنت أعمى).

وليت شعري ما أبقى القوم لما صح من قوله ÷: «لايحبك إلا مؤمن، ولا يبغضك إلا من منافق» من معنى؟! وما أبقوا للحديث المتقدم في التوصية بأهل البيت من معنى؟! انتهى كلامه.

فكافاهما الله على شكايتهما لآل محمد ÷ بما هو أهله، ولا حرمهما وإيانا وجميع محبي آل محمد ÷ وأنصارهم شفاعة محمد ÷.