[أحاديث فيمن أبغض عليا وذريته $]
  وكذلك قوله ÷: «من كنت مولاه فعلي مولاه».
  وقوله ÷: «اللهم ائتني بأحب خلقك إليك يأكل معي من هذا الطير».
  وجميع هذه الأخبار قد تقدمت طريق روايتها، فإذا كان علي # يعرف بمحبته المؤمن، وببغضه المنافق، وقد بغضه معاوية، بل وصرح بلعنه وحاربه، وقتل جند الله تعالى، كيف يساوى حاله حاله، وإذا كان مبغض علي منافقاً فهلا جعلت معاوية منافقاً، والنفاق كفر؛ لأنه إبطان الكفر وإظهار الإسلام، وهو مأخوذ من نافقا اليربوع(١).
  وكذلك قوله ÷: «طوبى لمن أحبك وصدق فيك، وويل لمن أبغضك وكذب فيك» وفي رواية: «عليك» وقد قيل إن الويل اسم واد في جهنم.
  وكذلك رواية عمر وشهادته أن من أبغض علياً آذى هذا في قبره، وأشار إلى قبر النبي ÷.
  وكذلك إذا حكم له رسول الله ÷ بأنه أحب خلق الله إليه، وهو الأكثر ثواباً في ذلك الوقت، كيف يساوي بسبه سب معاوية - لعنه الله وأخزاه - فإذا كان هو نفس النبي ÷، فكيف يساوي نفس النبي ÷ بابن آكلة الأكباد، وغير ذلك مما لو اشتغلنا به لطال الكتاب بذكره؛ فنسأل الله تعالى العصمة من الخطأ والزلل، والتوفيق لصالح العمل.
  وأما قوله [أي: الفقيه]: بل اللعن يؤذن بأن العصمة غير حاصلة لغير النبيين.
  فالجواب [المنصور بالله]: أنه أراد بذلك تخطئة أمير المؤمنين، وخالف بذلك قول
(١) النافقاء والنُّفَقَةُ كَهُمَزَة: إحدى جحرة اليربوع يكتمها ويظهر غيرها فإذا أُتي من جهة القاصعاء ضرب النافقاء برأسه فانتفق؛ تمت (قاموس).
واليربوع: حيوان من الفصيلة اليربوعية صغير على هيئة الجرذ الصغير، وله ذنب طويل ينتهي بخصلة من الشعر، وهو قصير اليدين طويل الرجلين؛ تمت (المعجم الوسيط).