كتاب الشافي،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[فضيلة لحجر بن عدي ومالك الأشتر]

صفحة 138 - الجزء 4


= وكان أميراً على اليمن أن ألعن علياً فقلت: أيها الناس إن الأمير أمرني أن ألعن علياً فالعنوه لعنه الله، فلم يفطن لها إلا رجل واحد) تمت شرح تحفة.

وقال في الإقبال في ترجمة حجر بن قيس الهمداني الحجوري: وروى الحافظ أبو نعيم أن علياً قال له: (كيف بك يا حجر إذ أمرت بلعني ... الخ) ما رواه السيوطي من دون قوله: (فلم يفطن الخ).

قال في التهذيب لابن حجر: حجر بن قيس بفتح الحاء وضم الجيم ثقة الخ. تمت.

فليس بحجر الأدبر إذ هو ابن عدي، تمت.

وروى أبو عمر ابن عبد البر في الاستيعاب: (إن حجر بن الأدبر هو حجر بن عدي ومالك الأشتر من العصابة الذين شهدوا موت أبي ذر ¦).

[فضيلة لحجر بن عدي ومالك الأشتر]

قال ابن أبي الحديد: وقد روى المحدثون حديثاً يدل على فضيلة عظيمة للأشتر وهي شهادة قاطعة من النبي ÷ بانه مؤمن.

قلت: وكذا لحجر.

قال وروى هذا الحديث ابن عبدالبر قال أبو عمر (لما حضرت أبا ذر الوفاة بالربذة بكت زوجته أم ذر فقال: ما يبكيك؟ قالت كيف وأنت تموت بفلاة وليس عندي ثوب أكفنك فيه، ولا بد من جهازك فقال: أبشري ... وساق إلى قوله: وسمعت أيضاً رسول الله ÷ يقول لنفر أنا فيهم: «ليموتنّ أحدكم بفلاة من الأرض تشهده عصابة من المؤمنين» وليس من أولئك النفر إلا وقد مات في قرية وجماعة، فأنا لا أشك ذلك الرجل، والله ما كَذَبْتُ ولا كُذِّبْت.

وساق إلى أن قالت أم ذر: إذ أنا برجال على ركابهم فأسرعوا إليّ حتى وقفوا عليّ وقالوا: يا امة الله ما لك؟ فقلت: امرأ من المسلمين يموت تكفنونه، قالوا: ومن هو؟ قلت: أبو ذر، قالوا: صاحب رسول الله ÷؟ فقلت: نعم، ففدوه بآبائهم وأمهاتهم، وأسرعوا إليه حتى دخلوا عليه، فقال لهم: أبشروا فإني سمعت رسول الله ÷ يقول لنفر أنا فيهم: ... وذكر الحديث)، تمت شرح نهج.

قال في نثر الدر المكنون: هو حجر بن عدي بن معاوية بن جبلة بن عدي بن ربيعة بن معاوية الأكرمين الكندي الحضرمي المعروف بحجر الأدبر وحجر الخير.

ذكر ابن سعد ومصعب الزبيري فيما رواه الحاكم عنه (أنه وفد على النبي ÷ هو وأخوه هانئ بن عدي). شهد ¥ حروب القادسية وكان على الميسرة، وفتح مرج عذراء، وكان من جملة من شهد موت أبي ذر ودفنه بالربذة ¤، وكان ساطعاً بالحق لا يخاف في الله سيوف الظلمة المسلولة، شهد مع علي # حرب الجمل وصفين، وكان على كندة، ومن فضلاء الصحابة الزاهدين العابدين والأبطال المجاهدين، وكان في ألفين وخمسمائة من العطاء.

وكان شديد الإنكار على شاتمي علي، جيء به مغلغلاً في الحديد من الكوفة إلى دمشق مع جماعة من العبَّاد، وقُتل بمرج عذراء بأمر معاوية في قصة طويلة، وقبل قتله صلى ركعتين وقال: لولا أن تظنوا بي غير الذي بي لأطلتهما فإنهما آخر صلاتي من الدنيا، وقال لا تنزعوا عني حديداً ولا تغسلوا عني دماً فإني لاقٍ معاوية على الجادة.

=