[قتل الحسين (ع)]
  أهل العلم أيها الفقيه المحصل.
  وأما أن يزيد لم يرض بقتل الحسين فبعيد عن النظر والأثر.
  أما النظر فكيف لا يرضى بقتل عدوه وعدو أبيه وجده، ومن أبوه علي معاد لأبيه معاوية، وجده رسول الله معاد لجده أبي سفيان بن حرب ويسمى صخراً، وعندنا أن الحسين لو تمكن منه لاختطف روحه، وأراح العباد والبلاد من ضلاله؛ فلم لا يسره قتله.
  وأما الأثر فهو أظهر عند أهل العلم من أن يحتاج إلى برهان، وما رواه أحد حتى حكى ابتشاره، إما بدليل الفحوى وإما بظاهر الخطاب، وتمثله بالأبيات:
  لَيْتَ أشْيَاخي بِبَدْرٍ شَهِدُوا ... جَزَعَ الْخَزْرَجِ مِنْ وَقْعِ الأَسَلْ
  وزاد فيها:
  لَسْتُ مِنْ عُتْبَةَ إِنْ لَمْ أَنْتَقِمْ ... مِنْ بَنِي أَحْمَدَ مَا كَانَ فَعَلْ
  فهذا دليل على أن الغش كامن في قلبه لرسول الله ÷ وذريته الطيبين الطاهرين - سلام الله عليهم أجمعين - وأن الرجل طالبهم بالثأر في الذي جناه فيهم رسول الله ÷ على أهل الكفر.
  ويدلك على أن يزيد الفاعل والقاتل عرفاً، أن يزيد أخزاه الله أضاف الأحداث التي وقعت في بني أمية إلى رسول الله ÷، ونحن لا نقول إلا ما صح لنا بالنقل الصحيح، أو كان من رواية ضدنا، فنورده إيراداً للاحتجاج عليه، ولم نورد من ذلك إلا ومعنا من البرهان عنه ما يكفي ويزيده تأكيداً.
  أما تمثله بالأبيات ونكته بالقضيب فنقول فيه: ما أخبرنا به الشريف الأمير الأجل الفاضل بدر الدين، فخر العترة والمسلمين، الداعي إلى الحق المبين، أبو عبدالله محمد بن أحمد بن يحيى بن يحيى(١) بن الناصر لدين الله بن الهادي إلى الحق
(١) بن الناصر بن الحسن بن عبدالله بن المنتصر بالله محمد بن المختار القاسم ... إلخ ما حكاه الإمام عليه، =