كتاب الشافي،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[قتل الحسين (ع)]

صفحة 160 - الجزء 4

  امرأة من أجمل النساء وأعقلهن وأعلمهن يقال لها زَبّا، كان بنو أمية يكرمونها ويقولون لها: يا حاضنة يزيد بن معاوية، وكانوا يقولون قد بلغت من السن مائة سنة، وحسن وجهها وجمالها باق بنضارته، فلما كان من الأمر الذي كان⁣(⁣١) استترت في بعض منازل أهلها، فسمعتها وهي تقول: دخل بعض بني أمية على يزيد فقال: أبشر يا أمير المؤمنين فقد أمكنك الله من عدوك –يعني الحسين بن علي @ - قد قتل ووجه برأسه.

  قالت: فجيء به ووضع بين يدي يزيد - لعنه الله - في طشت، فأمر الغلام فرفع الثوب الذي كان عليه، حتى إذا رآه خمر وجهه بكمه، كأنه شم منه رائحة المسك وقال: الحمد لله الذي كفانا المؤنة بغير مؤنة، كلما أوقدوا ناراً للحرب أطفأها الله.

  قالت زبّا: فدنوت منه فنظرت إليه وبه ردع من حناء، قال حمزة فقلت لها: أقرع أنيابه بالقضيب كما يقولون؟ قالت: إي والذي ذهب بنفسه وهو قادر على أن يغفر له، لقد رأيته يقرع ثناياه بقضيب في يده، وينشد الأبيات من شعر ابن الزبعرى، ولقد جاء رجل من أصحاب رسول الله ÷ فقال له: لقد أمكنك الله من عدوك وعدو أبيك، فاقتل هذا الغلام حتى ينقطع هذا النسل، فإنك لا ترى ما تحب وهم أحياء، آخر من تنازع فيه –يعني علي بن الحسين $ - لقد رأيت ما لقي أبوك من أبيه، وما لقيت أنت منه، وما صنع مسلم بن عقيل بن أبي طالب، إقطع أصل هذا البيت وهؤلاء القوم، فإنك إذا أنت قتلت هذا الغلام انقطع نسل الحسين # خاصة، وإلا فالقوم ما بقي منهم أحد طالُبك بهم، وهم قوم ذوو مكر، والناس إليهم مائلون خاصة غوغاء العراق، ويقولون: ابن رسول الله ÷ وابن علي وفاطمة، فليسوا بأكبر من صاحب هذا الرأس.


(١) لعله زمن هلاك بني أمية مع قيام السفاح. انتهى من التخريج.