كتاب الشافي،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[النبي ÷ يتألم لذريته]

صفحة 162 - الجزء 4

  قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن عبدالله بن أحمد بن زيدة قراءة عليه بأصفهان قال: أخبرنا الطبراني سليمان بن أحمد قال: حدثنا الحسن بن العباس الوليدي قال: حدثنا سليمان بن منصور بن عمار، قال: حدثنا أبي.

  (ح) قال: وأخبرنا محمد بن سليمان، قال: أخبرنا سليمان، قال: وحدثنا أحمد بن يحيى بن خالد بن حيان الرقي، قال: حدثنا عمر بن بكر بن بكار القعنبي، قال: حدثنا محمد بن مجاشع بن عمرو، قالا: حدثنا عبدالله بن لهيعة، عن أبي قبيل، قال: حدثني عبدالله بن عمرو بن العاص: أن معاذ بن جبل أخبره قال: خرج علينا رسول الله ÷ متغير اللون فقال: «أنا محمد أوتيت فواتح الكلم وخواتمه، فأطيعوني ما دمت بين أظهركم، فإذا ذهب بي فعليكم بكتاب الله ø، أحلوا حلاله، وحرموا حرامه، أتتكم الموتة، أتتكم الروح والراحة كتاب من الله سبق، أتتكم فتن كقطع الليل المظلم كلما ذهب رَسْل جاء رَسْل، تناسخت النبوة فصارت ملكاً، رحم الله من أخذها بحقها وخرج منها كما دخلها، أمسك يا معاذ وأحص».

  قال: فلما بلغ خمسة قال: «يزيد لا بارك الله في يزيد»⁣(⁣١) ثم ذرفت عيناه ÷ ثم قال: «نعي إليّ الحسين فأتيتُ بتربته، وأخبرتُ بقاتله، والذي نفسي


(١) قال ¥ في التعليق: وقد نقل ابن حجر الهيثمي أن أحمد بن حنبل حكم بكفر يزيد بن معاوية لعنهما الله.

وقالت سكينة بنت الحسين بن علي @: (ما رأيت رجلاً كافراً بالله خيراً من يزيد بن معاوية)، رواه عوانة بن الحكم الكلبي ذكر ذلك في تاريخ الطبري، تمت.

ونقل ابن الجوزي عن القاضي أبي يعلى بسنده إلى صالح بن أحمد بن حنبل قال قلت: لأبي إن قوماً ينسبونا إلى تولي يزيد فقال يا بني وهل يتولى يزيد أحد يؤمن بالله [إلى قوله]: ولم لا تلعن من لعنه الله في كتابه فقلت: وأين لعن الله يزيد في كتابه؟ فقال: في قوله تعالى: {فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ} ... إلى قوله: {وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ ٢٣}⁣[محمد: ٢٢ - ٢٣]، فهل يكون فساد أعظم من هذا القتل؟! وفي رواية: (يا بني ما أقول في رجل لعنه الله في كتابه) انتهى من النصائح الكافية لابن عقيل.