كتاب الشافي،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[صلح الحسن (ع) مع معاوية]

صفحة 167 - الجزء 4

  بذلك، وصار إذاً شريكه في الوزر، ونعوذ بالله ممن يعتقد في الحسن # ذلك وذكر إلى آخر ما ذكرت.

  ثم قال⁣(⁣١): فالكلام عليه فيما ذكره من هذه القاعدة أنه بناها على أصول منهارة الأساس، وأضاف إليها ما جمعه من الزخاريف والأقوال التي لا أصل لها، على سبيل الإرجاف على من هو من أمثاله وأهل نحلته، ولا يبالي لينفق باطله، وينصب حبائله.

  ثم ذكر القدري حكاية طويلة حاصلها أن الحسن بن علي @ لما بويع بالإمامة بعد قتل أبيه، وبايعه خيار الصحابة، وأفاضل المسلمين، واجتمع عنده خلق كثير، وجم غفير من المسلمين، ومن الذين كانوا يرون رأي الخوارج، وكان غرضهم دفع معاوية عن مكانه، والإيقاع به لا نصرته #، ولكن اعتقدوا أنهم لا يتمكنون من ذلك إلا بالانضمام إليه.

  وذكر فيه أن معاوية راسل عبيدالله بن عباس: أن صاحبك الحسن بن علي قد كاتبني، والتمس مني الصلح، فإنك إن أردت قبل وقوع الصلح الدخول في هذا الأمر كان لك فيه أوفر الحظ، فأجيبك إلى ما تريد مني، وتقترحه علي، وإن شئت فاثبت جميع ما تريده في كتاب فما يأتيني منك شيء إلا أمضيته لك.

  ومتى تأخرت إلى أن يتم الصلح بيني وبين صاحبك، لم تحصل من جهتي على فائدة، وتقررت الأمور ولا حظ لك فيها.

  فخدع عبيدالله بن العباس بقوله، وخرج من معسكره ليلاً ولحق به، وأصبح الناس وقد فارقهم زعيمهم، مستأمناً إلى عدوهم، فتشتت الكلمة، واختلفت الآراء، واختل نظام الأمر اختلالاً لا يمكن تلافيه.

  واتصل العلم بالحسن بن علي فاضطرب لذلك؛ ثم ورد عليه رسولان


(١) أي محيي الدين القرشي.