[الكلام في حديث: إني تارك فيكم ... إلخ]
  بن محمد بن عبدالرحيم بقراءتي عليه، قال: أخبرنا أبو محمد عبدالله بن محمد بن جعفر بن حيان، قال: أخبرنا ابن أبي عاصم، قال: حدثنا محمد بن أبان الواسطي، قال: حدثنا محمد بن سليمان الأصبهاني، عن يحيى بن عبيد المكي، عن عطاء بن أبي رباح، عن عمر بن أبي سلمة، قال: نزلت هذه الآية على رسول الله ÷: {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ٣٣}[الأحزاب]، قال: فدعا رسول الله ÷ بفاطمة والحسن والحسين فأجلسهم بين يديه، ودعا بعلي فأجلسه خلف ظهره، ثم جللهم بالكساء؛ ثم قال: «اللهم هؤلاء أهل بيتي فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً» قالت أم سلمة: يا رسول الله اجعلني منهم، قال: «مكانك وأنت على خير».
  وقد تكرر هذا الحديث من طرق شتى، ولقد تركناه من كتب كثيرة بطرق صحيحة في أن أهل البيت المطهرين من الأرجاس، المفضلين على جميع الناس، هم أهل الكساء $ فكل ما ورد من رسول الله ÷ إطلاق في أهل بيته يقتضي طاعتهم، والتمسك بهم، والاقتداء بهديهم، فإن ذلك يحمل على المطهرين من الذرية الزكية، الذين لم تقرع أسماعهم نغمات الأوتار، ولا رضعوا ثدي العقار، الذين غضبهم لله ورضاؤهم فيه؛ يرى أحدهم ملء الأرض جنوداً بنصف عينه، ويصمم على الكتيبة مع التيقن لملاقاة حينه، القرآن حليفهم والإيمان أليفهم.
  وبالإسناد إلى المرشد بالله، قال: أخبرنا أبو محمد عبدالله بن محمد بن الحسين الذكواني بقراءتي بأصفهان في منزلي، قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن إبراهيم بن علي بن عاصم المقري، قال: حدثنا أبو عروبة الحسين بن محمد بن مردود الحراني، قال: حدثنا علي بن المنذر، قال: حدثنا محمد بن فضيل، عن الأعمش، عن عطية، عن أبي سعيد الخدري، وعن حبيب بن أبي ثابت، عن زيد بن أرقم، قالا: قال رسول الله ÷: «إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا من بعدي؛ كتاب الله