[الكلام في حديث: إني تارك فيكم ... إلخ]
  ألم تعلم أن هذا النداء عموماً للكافة من الخلائق؛ ثم أكده بالقسم أن أحداً لا يجوز إلى الجنة إلا بجواز، وأن ذلك الجواز حب أهل البيت المستضعفين، وهذه صفتنا في هذه الأمة، ولهذا آذانا الفقيه وأجناسه، وإن كان له الفضل على الجميع في ذلك، واستخف بنا لاستضعافه لنا، وصبرنا على الأذى منه ومن غيره طلباً لثواب الله غداً، وقهرنا على حقنا فأخذه من لا يساوينا في شيء، من طريق الاستحقاق، ويكفينا في الأسوة في ذلك أن الله ينزل مبغضنا مع أهل النفاق، وأهل النفاق في الدرك الأسفل من النار، وكفى بذلك خزياً، وللطيبين من أهل عترة خاتم المرسلين نصرة.
  وهذا أكبر دليل على أن المراد بهذا آباؤنا ونحن من بعدهم؛ لأن بني العباس قد ظهروا علينا واستضعفونا، ولن يغلب على حقه إلا نحن إلى يوم الناس هذا، وإلا فأين واحد قريش خاصة والناس عامة من واحدنا، وجماعتهم من جماعتنا؛ فجماعتنا مخصوصة بالعصمة، وواحدنا مؤيد بالحكمة، بشهادة خاتم المرسلين فيما ضمنا كتابنا هذا من الأخبار.
  ولا ينكر بغضة معاوية وولده يزيد لأهل هذا البيت $ إلا من ينكر الضروريات، فكيف ينبغي أن يتوقف المؤمنون عن لعنهما والبراءة منهما؟
  ولم - والحمد لله - يتوقف من ذلك إلا من كان دينه دينهما في بغضة العترة الطاهرة، وإن غالط عن التصريح بذلك لبعض الأغراض، فدخيلة قلبه العداوة المفرطة قال تعالى: {وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ}[محمد: ٣٠].
  ومن أمالي السيد المرشد بالله # قال السيد: اخبرنا أبو طاهر محمد بن أحمد
= #، ورواه الإمام عبدالله بن حمزة من الجمع بين الصحاح، من سنن أبي داود، ومن صحيح الترمذي عن زيد بن أرقم، ورواه ابن البطريق في العمدة من الجمع بين الصحاح من السنن، وصحيح الترمذي، عن زيد، تمت باختصار.
قال علي # من خطبة له: (ألم أعمل فيكم بالثقل الأكبر وأترك فيكم الثقل الأصغر، الخ) تمت.