كتاب الشافي،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

فصل: في قوله ÷: «خلفت فيكم الثقلين» وقوله: «خلفت فيكم خليفتين»

صفحة 236 - الجزء 1

  عثمان بن المغيرة، عن علي بن ربيعة، قال: لقيت زيد بن أرقم وهو داخل على المختار أو خارج من عنده، فقلت له: سمعتَ رسول الله ÷ يقول: «إني تارك فيكم الثقلين»؟ قال: نعم.

  وبالإسناد قال: حدثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل، قال: حدثني أبي، قال: حدثنا ابن نمير، قال: حدثنا عبد الملك بن أبي سليمان، عن عطية العوفي، عن أبي سعيد الخدري، قال: قال رسول الله ÷: «إني قد تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا من بعدي، الثقلين، وأحدهما أكبر من الآخر، كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض، وعترتي أهل بيتي، ألا وإنهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض»، قال ابن نمير: قال بعض أصحابنا: عن الأعمش، قال: «انظروا كيف تخلفوني فيهما».

  وبالإسناد المقدم قال: حدثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، قال: حدثني أبي، قال: حدثنا أسود بن عامر، قال: حدثنا شريك عن الركين⁣(⁣١)، عن القاسم بن حسان، عن زيد بن أرقم، قال: قال رسول الله ÷: «إني تارك فيكم خليفتين، كتاب الله حبل ممدود ما بين السماء والأرض، أو ما بين السماء إلى الأرض، وعترتي أهل بيتي، وإنهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض».

  ومن صحيح مسلم في الجزء الرابع منه من أجزاء ستة في آخر الكراس الثانية من أوله، وبالإسناد المقدم قال: حدثني زهير بن حرب، وشجاع بن مخلد جميعاً، عن ابن علية، قال زهير: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم، حدثني أبو حسان، قال: حدثني يزيد بن حيان، قال: انطلقت أنا وحصين بن سبرة، وعمر بن مسلم، إلى زيد بن أرقم، فلما جلسنا إليه قال له حصين: لقد رأيتَ يا زيد خيراً كثيراً، رأيتَ رسول الله ÷ وسمعتَ حديثه، وغزوتَ معه وصليتَ، لقد


(١) بالراء المهملة، وهو بالتصغير، ابن الربيع بن علية - بفتح المهملة - الفزاري الكوفي أبو الربيع، عن أبيه. وثّقه أحمد والنسائي، واحتج به مسلم والأربعة، أفاده في مختصر الطبقات.