كتاب الشافي،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

فصل: في قوله ÷: «خلفت فيكم الثقلين» وقوله: «خلفت فيكم خليفتين»

صفحة 235 - الجزء 1

  بذله لنفسه، وتغريره بمهجته، المودةَ في أهل بيته، صارت مودتهم واجبة، وإذا وجبت مودتهم وجبت طاعتهم، وإذا وجبت طاعتهم وجب اتباعهم.

  ويدل على وجوب ذلك قوله سبحانه وتعالى: {مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ}⁣[النساء: ٨٠]، فوجبت طاعة الرسول ÷ ووجبت طاعتهم لكونها أجر الإبلاغ، ولم تكن المودة أجر التبليغ إلا من حيث كانت النفس واحدة، فوجب لهم من فرض الطاعة ما للرسول #.

  ومعنى (إلا) في قوله: {إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى}⁣[الشورى: ٢٣]: إنما هي بمعنى غير، ومعناها التفخيم لأمرهم والتعظيم لهم $ كما قال الشاعر:

  ولا عيبَ فيهم غير أن سيوفهم ... بهنّ فلول من قراع الكتائب

  أراد بغير: المبالغة في المدح، وإليه ذهب عمرو بن بحر الجاحظ في كتابه كتاب إمامة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب - عليه أفضل الصلاة والسلام - الذي صنّفه للمأمون.

  قومٌ إذا املولح الرجال على ... أفواه مَنْ ذاق طعمهم عذُبُوا

فصل: في قوله ÷: «خلفت فيكم الثقلين» وقوله: «خلفت فيكم خليفتين»⁣(⁣١)

  من مسند ابن حنبل: وبالإسناد المتقدم، قال: حدثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل، قال: حدثني أبي، قال: حدثنا أسود بن عامر، قال: حدثنا إسرائيل، عن


(١) الكلام في: فصل في قوله عليه الصلاة والسلام خلفت فيكم الثقلين، وقوله: وخلّفت فيكم خليفتين.

(*) قال ¦ في التعليق: الكلام في حديث الثقلين، وطرقه قد تقدم ذكر من أخرجه قبل، وسيأتي مزيد في حديث «إني تارك فيكم إلخ» وذكر من أخرجه في هامش الجزء الرابع، وحديث الثقلين، وكذا «إني مخلف فيكم» وكذا «إني تارك فيكم» لاتفاوت بينها، فالرواية في أحدها شاهدة للرواية في الأخرى، ويأتي أيضاً ذكر من أخرجها في هامش الجزء الثالث مما قاله الحسين بن القاسم في شرح الغاية.