كتاب الشافي،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[الرد على بقية افتراءات الفقيه التي رمى بها الإمام (ع)]

صفحة 248 - الجزء 4

  فالقوادون، وما أظن أهل بغداد يخالفونهم في ذلك؛ فظهر خزيه وبانت فضيحته؛ لأنه كان يريد أن يجيبه على مذهبه الخبيث، بأن الجامع بينهما رب العالمين.

  والله تعالى ما أثنى على نفسه إلا بما هو أهله، وبما يليق الثناء عليه به، فأما أنا نثني عليه بأن كل قبيح وكذب يحصل في الدنيا فإنما هو فعله وإرادته، فلو أردنا ذمه تعالى عن ذلك لما كنا نذمه بعد هذا.

  وأما أنا ندعي أن مِنْ خلقه مَنْ يخلق كخلقه بل أحسن من خلقه - فتعالى عن ذلك، ومن أين جاز له أن يضيف إلينا ما لا نقول به؛ فليحرس نفسه من موبقات الذنوب، وفاضحات الحوب، فلقد رمى بالبهتان برياً، ونطق شيئاً فرياً.

  وعندنا أن الأجسام دقيقها وجليلها، وكثيرها وقليلها لا فاعل لها إلا الله تعالى، والأعراض لسنا نقدر منها إلا على أفعال الجوارح والقلوب، ولولا خلقه لنا الحياة والقدرة والآلة لما قدرنا على ذلك، وسائر أنواع الأعراض كالحرارة، والبرودة، والرطوبة، واليبوسة، والحياة، والقدرة، والشهوة، والنفرة، والروائح، والطعوم، والألوان، والموت، والحياة لا يقدر على ذلك إلا الله ø، ولا قدرة للخلق عليه، ولا على شيء منه، ولا هو لهم فعل.

  فكيف يضيف إلينا أنا نعتقد أنهم يخلقون كخلق الباري؛ ثم أضرب عن ذلك فقال: بل أحسن؛ فكيف اجترى الفقيه على هذا البهت الصراح ليتخلص عما يجب عليه في حقنا.

[الرد على بقية افتراءات الفقيه التي رمى بها الإمام (ع)]

  وأما قوله [أي الفقيه]: وما حكم به على الله ø في رحمته من شاء هو لا من شاء الله، وتعذيبه من أراد هو لا من أراد الله من خليقته، وتخليده للعصاة الموحدين، وتكذيب النبي ÷ في أخباره لهم بشفاعته ... إلى غير ذلك من الاعتقادات.

  فالكلام في هذه الجملة: ما تعدينا قول رب العالمين، وعندنا أنه يعذب من