[ذكر أحاديث في فضل اليمن وبيان مكان دولة الإمام (ع)]
  اليوم لا يجاوز مسير عشرة أيام من أقطار بغداد.
  وزيد بن علي سيد الأئمة $ فلم يملك إلا مقام خيله ثلاثة أيام، فهل دل ذلك على فضل هشام عليه.
  وجدنا محمد ÷ خير الأولين والآخرين أقام ثلاث عشرة سنة لا يملك من الأرض شيئاً، وما دخل مكة من الطائف إلا بجوار بعض المشركين.
  فإن ذكرت حوث وصعدة للاستصغار، وهو الظاهر من حالك، فقد صغرت ما عظم الله من نعمه، وما يجب شكره عليه.
  أما صعدة فهي عمل خالد بن سعيد صاحب النبي ÷، ونجران عمل أبي سفيان بن حرب، وقد ولاها النبي ÷ عمرو بن حزم، وولاها علي بن أبي طالب، والجوف عمل فروة بن مسيك، والظاهر حوث وأعماله ولاية عامر بن شهر الهمداني، وبلاد خولان عمل يعلى بن مُنْيه، وقد كان أيضاً ولي الجند.
  فهذه الأربعة أعمال رسول الله ÷ خارج ذلك عن البلاد التي في يد الصنو يحيى، هذه البلاد المتصل بعضها ببعض.
  فأما البلاد التي تجبى إلينا أموالها، وتنفذ الأحكام فيها؛ فالحجاز، وحلي(١)، ومخلاف بني سليمان، وبعض بلاد مذحج، وفي بلاد العجم الجيل وديلمان؛ فهذه بلدان نفذت فيها أحكام الإمامة، وانقادَ أهلها لحكم الزعامة.
  ولم نذكر ذلك للتكثير؛ لأنه لا دليل في الظهور على الحق، ولا في العجز على الباطل، وإنما بينا للفقيه أن الذي استصغر ليس بقليل من نعم الله، وما قد ظهر فيه الحق بفضل الله ø.
(١) حَلي بن يعقوب في تهامة؛ تمت عن الإمام الحجة/مجدالدين بن محمد المؤيدي #.