[في الصلاة على النبي ÷]
  ليست بخط أحد من أهل نحلتنا، بل هي بخط من أمره بنسخها، وعليها علامته وتصليحاته، عَرَّفنا بخطه من يعرفه، وما فيها عند الصلاة على النبي ÷ ذكر الأهل والآل سوى ﷺ في جميع رسالته، ما علمناه تعدى إلى الآل في الثناء بكلمة واحدة فصح ما رويناه عنه.
  وأما ما ذكره [أي القرشي] من أن النبي ÷ نهى عن الصلاة عليه وحده، وأنها الصلاة البتراء فما(١) تقول: قال الله ø: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ٥٦}[الأحزاب]، ولم يذكر في هذه الآية الآل.
  فقد أخبرنا الله ø أنه وملائكته يصلون علاالنبي ÷، وأمر المؤمنين بذلك، فيكون الله ø على أصلك قد أخبر أنه وملائكته يصلون على النبي ÷ صلاة بتراء، وأمرنا بذلك، فلا معنى لنهي النبي ÷ عن ذلك، أو يكون الله عندك قد أخطأ في ذلك، حيث لم يأمر بالصلاة على الآل، فانفصل عن هذا ولا انفصال لك عنه إن شاء الله.
  فالجواب [المنصور بالله]: أن ما ذكره من الخبر في النهي عن الصلاة البتراء وتفسيره ذلك؛ فنحن نرويه منا إليه ÷.
  فأما الآية فالعمل بها واجب، والعمل بالسنة واجب؛ إذ لا تنافي بينهما، ولا نسخ في أحدهما هاهنا للآخر فيصلي عليه بالآية، ويلحق آله به بالخبر(٢)، فنجمع
(١) بداية كلام الفقيه.
(٢) هذا مجاراة من الإمام # وإلا فقد بين المراد من الآية الرسول ÷ بأخبار التعليم عند نزول الآية لما سألت الصحابة الرسول ÷ وقالوا: كيف نصلي عليك يا رسول الله؟ فقال: «قولوا اللهم صل على محمد وعلى آل محمد ... إلخ» فهو بيان لكيفيتها؛ فمن صلى عليه ولم يذكر الآل فلا يصدق عليه أنه أتى بالصلاة المأمور بها في الآية، ولم ترد في شيء من أخبار التعليم الصلاة عليه وحده ÷، وقد قال الله تعالى: {لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ}[النحل: ٤٤]، فتأمل والله ولي التوفيق. تمت من الإمام الحجة/مجدالدين بن محمد المؤيدي #.