كتاب الشافي،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[إيراد بعض فضائل أمير المؤمنين علي # مسندة]

صفحة 325 - الجزء 4

  يكون طريق إثبات إمامته النص.

  وما ذكر من الخبر الذي ادعاه مشهوراً بأن أبا بكر وعمر سيدا كهول أهل الجنة من الأولين والآخرين ما خلا النبيين والمرسلين.

  فالجواب: أن هذا خارج عن الكلام في علي # لأنه في تلك الحال غير كهل؛ لأن رسول الله ÷ توفي وله ثلاثون سنة، ولا يمتنع أن يكونا في تلك الحال سيدي كهول أهل الجنة إن صح الخبر.

  ومعناه يستحقان الجنة وعظيم الثواب، لا يمنع من إحباطه بالمعاصي؛ لأن الله ø قال في خطاب نبيه ÷: {لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ}⁣[الزمر: ٦٥]، فإذا كان هذا حال النبي فكيف من دونه.

  ولولا تقدمهما على علي # لقضينا فيهما بكل فضيلة، ولكنا وقفنا حيث أوقفنا الدليل نفياً وإثباتاً.

  وأما فضائل علي # فهي تساجل البحار سعة.

  وأما ورع أبي بكر وزهده فلا إشكال فيه إلا في دعوى الإمامة، فلا يمكنك نفي ذلك عنه، وهي عندنا خطيئته والتي حثت في وجه ورعه⁣(⁣١).

[إيراد بعض فضائل أمير المؤمنين علي # مسندة]

  فالجواب: أنا قد تكلمنا عليه في هذا وما جانسه، وبينا أنا لو اشتغلنا بما يتعلق بعلي # من هذا الجنس لاتسع، لكنا نذكر ما حضر.

  ونحن نرويه من كتاب المحيط بأصول الإمامة وقد قرأه الفقيه الأجل العالم زيد بن الحسن البيهقي وهو شيخ القاضي أحمد بن أبي الحسن الكني.

  وهذا القاضي أحمد بن أبي الحسن شيخ شيخنا القاضي الأجل شمس الدين - رحمهم الله تعالى - وكانت قراءة هذا الفقيه زيد بن الحسن البيهقي على


(١) في (نخ): لعل هنا ساقطا.