[جواب الإمام # على فقيه الخارقة ودحض شبهه في إمامة أبي بكر]
  فقد أخبر الله عن حال أبي بكر وصفته وصفة أصحابه، وأخبر أنه يحبهم، ولو كانوا على غير حق متعاونين على الظلم وراضين به ودافعين الحق بالباطل لم يكن لإخبار الله ø أنه يحبهم وبأنهم يحبونه معنى ولا كان صدقاً؛ لأن الله ø أمر نبيه ÷ بإخبار من ادعى محبته ø باتباعه # وجعل ذلك علامة على صدق المحبة فقال ø: {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ}[آل عمران: ٣١].
  فلما أخبر الله ø بمحبة أبي بكر في هذه الآية وصفته وصفة أصحابه دل على أنه على الحق وأنه متابع للنبي ÷ من جميع الوجوه التي يمكن فيها المتابعة، وإلا فهو على أصلك يحبه من وجه ويبغضه من وجه، يحبه لقتال المرتدين، ويبغضه لأخذه ما ليس له أخذه، وحكمه بما لا يجوز له الحكم فيه.
  فلما أخبر عن محبته على الإطلاق، وأخبر أنه وأصحابه لا تأخذهم في الله لومة لائم؛ دل على صحة ما قاله وما أتاه، وتنزه بهذا عن أخذه ما ليس له أو اتباعه هواه، ودل على صحة إمامته، لتصويبه قيامه وفعله، وإثنائه عليه في تلك الحالة التي لا يجوز أن ينتدب لها إلا الإمام، بخلاف ما ذكر لو خشي بوادر الكفار والبغاة.
[جواب الإمام # على فقيه الخارقة ودحض شبهه في إمامة أبي بكر]
  والجواب: أن ما نقد من ترك كثير من الأخبار في فضائل أبي بكر فقد ذكر أنه لا يناكره فيها، وإنما الكلام في بقاء استحقاقه بعد الحوادث التي أحدثها.
  وأما قوله: إن من الأخبار ما يدل على استحقاقه الإمامة - فإن أراد أن منها ما هو من شروط الإمامة مثل العلم والورع والزهد فلا مانع من ذلك.
  وإن أراد أن منها ما هو دليل على إمامته فهو لا يقول بأن إمامة أبي بكر منصوص عليها إلا البكرية، فإن كان منهم كالمناه بما نكالمهم به، وأبطل ما سطره في رسالته، وعلى أنه قد قال قبل هذا إنه لا يستدل على إمامة أبي بكر بالآية وهي قوله: {سَتُدْعَوْنَ إِلَى قَوْمٍ أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ}[الفتح: ١٦]، وهو إبطال أن