كتاب الشافي،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[بيان حكم علي (ع) في أهل الجمل]

صفحة 346 - الجزء 4


= وحديث ابن مسعود: «قلت يا رسول الله من يغسلك ... إلخ»، رواه أبو العباس الحسني بإسناده إليه.

وروى عن ابن عباس عنه ÷ قال: «ليت شعري أيتكن صاحبة الجمل الأدبب تخرج حتى تنبحها كلاب الحوأب يقتل عن يمينها وعن يسارها قتلى كثير في النار».

وروى عن أم هانئ قالت: «قد علم من جرت عليه المواسي أن أصحاب الجمل ملعونون على لسان النبي الأمي، وقد خاب من افترى»، تمت. ورواه السيوطي في جامعه الكبير عن علي تمت.

وروى أبو العباس أيضاً بإسناده إلى علي # أنه قال: «لقد علمت صاحبة الجمل أن أصحاب الجمل وأصحاب النهروان ملعونون على لسان النبي الأمي ÷»، تمت. وقد مر رواية خبر أم هاني لعلي بن الحسين صاحب المحيط.

وقال رجل ثقفي لعلي # يوم الجمل: ما أعظم هذه الفتنة! فقال #: (وأي فتنة هذه وأنا قائدها وأميرها؟ وإنما بدء الفتنة من يوم السقيفة، ثم يوم الشورى، ثم يوم الدار)، رواه أبو الحسن أحمد بن موسى الطبري، تمت.

قال ابن أبي الحديد |: قرأت في كتاب غريب الحديث لأبي محمد عبدالله بن قتيبة في حديث حذيفة بن اليمان أنه ذكر خروج عائشة فقال: (تقاتل معها مضر مَضَرها الله في النار، وأزد عمان سلت الله أقدامها، وإن قيساً لن تنفك تبغي دين الله شراً حتى يُرْكِبَها الله بالملائكة، فلا يَمنَعُوا ذَنَبَ تَلْعَة) [الغريب لابن قتيبة (٢/ ١٥٠)].

قلت: هذا الحديث من أعلام نبؤة محمد ÷ لأنه إخبار غيب، تلقاه حذيفة عن النبي ÷، وحذيفة أجمع أهل السيرة على أنه مات في الأيام التي قتل فيها عثمان، أتاه نعيه وهو مريض فمات وعلي # لم يتكامل بيعة الناس، ولم يدرك الجمل، انتهى.

ذكر أبو مخنف لوط بن يحيى في كتاب الجمل: أن علياً خطب لما سار الزبير وطلحة من مكة ومعهما عائشة يريدون البصرة فقال: (أيها الناس إن عائشة سارت إلى البصرة ومعها طلحة والزبير، وكل منهما يرى الأمر له دون صاحبه، أما طلحة فابن عمها، وأما الزبير فختنها، والله لو ظفروا بما أرادوا ولن ينالوا ذلك أبداً ليضربن أحدهما عنق صاحبه بعد تنازع منهما [بينهما (نخ)] شديد. والله إن راكبة الجمل الأحمر ما تقطع عقبة ولا تحل عقدة إلا في معصية الله وسخطه، حتى تورد نفسها ومن معها موارد الهلكة، أي والله ليقتلن ثلثهم، وليهزمن ثلثهم، وليتوبن ثلثهم، وإنها التي تنبحها كلاب الحوأب، وإنهما ليعلمان أنهما مخطيان، ورب عالم قتله جهله، ومعه علمه لا ينفعه، وحسبنا الله ونعم الوكيل، فقد قامت الفئة الباغية، أين المحتسبون؟ أين المؤمنون؟ ما لي ولقريش أما والله لقد قتلتهم كافرين، ولأقتلنهم مفتونين، ومالنا إلى عائشة من ذنب إلا أنا أدخلناها في حيزنا، والله لأبقرن الباطل حتى يظهر الحق، من خاصرته ... إلخ) [شرح نهج البلاغة (١/ ٢٣٣)]. تمت.

قال الأصبغ بن نباتة: لما انهزم أهل البصرة ركب علي # بغلة رسول الله ÷ الشهباء وكانت باقية =