كتاب الشافي،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[فائدة]

صفحة 348 - الجزء 4


= المفتونين بعدك، أبمنزلة فتنة أم بمنزلة ردة؟ فقال: بمنزلة فتنة يعمهون فيها إلى أن يدركهم العدل. فقلت يا رسول الله أيدركهم العدل منا أم من غيرنا؟ فقال: بل منا، بنا فتح، وبنا يختم، وبنا أَلَّفَ الله بين القلوب بعد الشرك، وبنا يُؤلِّف بين القلوب بعد الفتنة، فقلت: الحمدلله على ما وهب لنا من فضله» انتهى. وروى نحو هذا الخبر في نهج البلاغة، وهو كالشرح له.

وروى إبراهيم بن إسحاق عن محمد بن القاسم البغدادي عن الحسين بن علوان الكلبي وعن الأعمش عن الأصبغ بن نباتة عن أبي ذر الغفاري قال سألت رسول الله ÷: من خليفتك علينا من بعدك؟ فقال ÷: «علي بن أبي طالب، هو خير من أخلف من بعدي». فقلت: يا رسول الله فمن يلينا من بعدك؟ فأطرق طويلاً ثم قال: «أبو بكر»، فقلت: يا رسول الله فأين وصيك علي بن أبي طالب، وساق في ذكر الثلاثة ... إلى قوله: قلت يا رسول الله ثم مه؟ قال ÷: «ثم تبايعون لخير هذه الأمة بعد رسولها لعلي بن أبي طالب، حتى إذا وجبت الصفقة نكثتم، فأول من ينكث عليه طلحة والزبير، ثم يستأذنان إلى مكة فيجدان فيها امرأة من نسائي فيسيران بها إلى البصرة المؤتفكة بدين أهلها ودنياها، فعند ذلك تسيروا إلى فرعون أمتي من الشام معاوية بن أبي سفيان، فتقتتلون بها قتالاً شديداً، فيحجز الله تعالى بينكم بالوهن، فعند ذلك تبعثون حكمين فيكون حكمهما على أنفسهما، وعند حكومتهما تفترق الأمة على أربع فرق: فرقة على الحق لا ينقصها الباطل، وفرقة على الباطل لا ينقصها الحق، وفرقة مرقت من الدين كما يمرق السهم من الرمية، وفرقة وقفت كالشاة الربيضة حتى إذا سرحت الغنم سيمت هذه فبينما هي كذلك جاء الذئب فاختطفها». تمت من الكامل المنير للقاسم بن إبراهيم #.

قال ابن أبي الحديد: اتفقت الرواة كلها على أنه # قبض ما وجد في عسكر الجمل من سلاح ودابة ومملوك ومتاع وعروض فقسمه بين أصحابه، وأنهم قالوا له: اقسم بيننا أهل البصرة فاجعلهم رقيقاً، فقال: لا، فقالوا: فكيف تحل لنا دماءهم وتحرم علينا سبيهم؟ فقال: كيف يحل لكم ذرية ضعيفة في دار هجرة وإسلام، أما ما أجلب به القوم في معسكرهم عليكم فهو لكم مغنم، وأما ما وارت الدور وأغلقت عليه الأبواب فهو لأهله، ولا نصيب لكم في شيء منه، فلما أكثروا عليه قال: فاقرعوا على عائشة لأدفعها إلى من تصيبه القرعة، فقالوا: نستغفر الله يا أمير المؤمنين، ثم انصرفوا) انتهى.

وروى معناه محمد بن سليمان الكوفي بسنده إلى الشعبي وأبي البختري وأصحاب علي #، وأخرجه ابن أبي شيبة عن أبي البختري - بفتح الموحدة من أسفل والتاء الفوقانية بينهما معجمه فوقانية -: سعيد بن فيروز، وأخرجه عبدالرزاق عن عصمة الأسدي، ولم يذكر القرعة على عائشة، تمت.

وروى أبو مخنف قال: (قام رجل إلى علي # يعني يوم حرب الجمل فقال يا أمير المؤمنين: أي فتنة أعظم من هذه؟ إن البدرية ليمشي بعضها إلى بعض بالسيف، فقال علي #: ويحك أتكون فتنة أنا أميرها وقائدها، والذي بعث محمداً بالحق ما كَذَبت ولا كُذِبت ولا ضَلَلت ولا ضل بي، ولا زللت ولا زُل =