كتاب الشافي،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[فائدة]

صفحة 349 - الجزء 4

  تعمر بعد خرابها إلى يوم القيامة، فإن عندي من ذلك علماً جماً غفيراً، وإن تسألوني تجدوني عالماً لا أخطئ منه علماً ولا وقتاً، ثم قال له رجل من كلب: يا أمير المؤمنين لقد أوتيت علم الغيب.

  قال: مهلاً يا أخا كلب إن علم الغيب ما قال الله تعالى، وتلا الآيات: {إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ}⁣[لقمان: ٣٤]، إنما هذا علم تعلمته من ذي علم؛ فلم يعظم عليّ حفظه، كما لم يعظم على أبي آدم إذ علمه الله الأسماء كلها.

  قال: فقام إليه عمار بن ياسر فقال: يا أمير المؤمنين إن الناس يذكرون أمر


= بي وإني لعلى بينة من ربي بينها الله لرسوله ÷، وبينها رسوله لي، وسأدعى يوم القيامة ولا ذنب لي، ولو كان لي ذنب لكفَّر عني ذنوبي ما أنا فيه من قتالهم)، انتهى.

وما ذكره ابن أبي الحديد رواه الهادي إلى الحق يحيى بن الحسين #، تمت من الأسانيد [اليحيوية].

وقال في الجامع الكافي الحسن بن يحيى: أجمع آل رسول الله ÷ أنه يغنم ما حوى عسكر أهل البغي مما أجلبوا به.

وقال محمد بن منصور: لا نعلم اختلافاً بين آل رسول الله ÷ أن علي بن أبي طالب غنم ما أجلب به أهل البغي من مال أو سلاح أو كراع وقسمه بين اصحابه.

وقال علي # في البغاة: (ولا يحل من ملكهم شيء إلا ما كان في معسكرهم)، رواه في مجموع زيد بن علي عن ابيه عن جده عن علي من حديث فيه طول، تمت.

قال علي # في البغاة: (إن كان لهم فئة أجهز على جريحهم وأتبع مدبرهم ... إلخ). رواه زيد بن علي عن أبيه عن جده عنه #. وما أخرجه البزار عن ابن عمر عنه ÷ في حكم أهل البغي قال: «لا يقتل أسرها ولا يطلب هاربها ولا يقسم فيئها». فقال شارح الروض النضير: لا يصح لأن في سنده كوثر بن حكيم، وهو متروك، ولو صح لكان حجة لنا؛ لأن الهارب هو التارك ما هو فيه فأما المتخلص ليعود فليس هارباً. تمت بالمعنى. ويمكن التأويل لحديث ابن عمر بالحمل على من لا فئة له وفي الفيء على ما لم يحوه المعسكر والله اعلم.

وروى الكنجي عن زر قال: قال علي #: (أنا فقأت عين الفتنة ولولا أنا ما قُتِل أهل النهروان وأهل الجمل، ولولا أن أخشى أن تتركوا العمل لنبأتكم بالذي قضاه الله على لسان نبيكم ÷ لمن قاتلهم مبصراً لضلالتهم عارفاً للهدى الذي نحن عليه)، تمت [أخرجه أبو نعيم في الحلية (١/ ٦٨)].