[ذكر المدعين للنبوة بعد وفاة النبي ÷]
  تكرر له الجواب عن معنى الآية بما يدل عليه الدليل، وبما قاله العلماء فيها، فكان جوابه أن مجاهداً غير صحابي، وإذا كان صحابياً لم يكن حجة حتى يطبق الصحابة.
  فهل حصَّلْتَ مثل هذا في تفسيرك، وأن الصحابة أجمعوا على أن المراد بالآية أبو بكر؛ فلعمري إن هذا أكذب الدلالة، أم ذلك من استخراج المعنى بما يقضي به النظر، فهلا قبلت من خصمك مثل ذلك.
  ثم كرر الكلام في أمر الردة على غير النحو الذي توجبه الآثار والمعرفة، أما أن العرب ارتدت إلا القليل فقد كررنا هذا وذكرناه مراراً، وبينا أنه عذر علي # في ترك منابذة القوم على الإمامة مخافة اجتياح قواعد الدين.
  وأما أن الدين في ثلاثة مساجد فلا شك في ذلك أنه بقي في مكة والمدينة - حرسهما الله تعالى - وبقي في جواثا قرية من قرى البحرين، ولا شك أنه في عبد القيس لأنهم من ساكني البحرين؛ ولعلم الفقيه الخارج عن العلم صير عبد القيس من سكان حضرموت وهذا خلاف المعلوم.
[ذكر المدّعين للنبوة بعد وفاة النبي ÷]
  على أن الإسلام لم ينقطع، فقد بقي عامر بن شهر منابذاً للأسود العنسي الملقب عبهلة الأسود بن كعب ويقال له ذو الخمار(١) (٢) وكان الأسود يدّعي النبوة، ويزعم أنه ينزل عليه الوحي.
  وقام طليحة أيضاً يدّعي النبوة، وأن الوحي ينزل عليه في أسد، وغطفان،
(١) الحمار (نخ).
(٢) قوله: ذو الحمار كان له حمار يُقال له: قِفْ فيقف وسِرْ فيسير، وكان يبني بعض الأمور على الحمار، وكانت النساء يتعطرْن بروث الحمار، وقيل يعقدْن روثه بخمرهنّ، فسمي ذا الخمار بالخاء المعجمة. والعنسي - بفتح العين وسكون النون - منسوب إلى عنس وهو يزيد بن مذحج بن أدد بن يزيد بن يشجب. حاشية السعد على الكشاف.